تحريق علي لمن اعتقدوا فيه الألوهية مع ادعائهم الإسلام دليل على كفرهم

قال رحمه الله: [ويقال أيضاً: الذين حرَّقهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه كلهم يدّعون الإسلام، وهم من أصحاب علي رضي الله عنه، وتعلموا العلم من الصحابة، ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما؛ فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟ أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟ أم تظنون الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر والاعتقاد في علي بن أبي طالب يُكفِّر؟] .

هذا هو الشاهد الثاني، وهو ما حدث من تحريق علي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنار للذين قالوا: إنه ربهم، وغلوا فيه حتى رفعوه إلى مرتبة الإلهية، وكلهم يدّعون الإسلام، بل هم من أصحاب علي وتعلموا العلم من الصحابة!! ولكن اعتقدوا في علي مثل الاعتقاد في يوسف وشمسان وأمثالهما من أنهما تُصرف لهما العبادة من دون الله سبحانه وتعالى، يقول: (فكيف أجمع الصحابة على قتلهم وكفرهم؟) فإن علياً رضي الله عنه لما قتلهم لم ينكر ذلك أحد من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما وقع الخلاف في إحراقهم، فقال ابن عباس رضي الله عنهما قولاً فُهم منه أنه لا يرى إحراقهم، وإنما يرى قتلهم بغير الإحراق؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يعذب بالنار إلا رب النار) ، وإلا فالصحابة اتفقوا على جواز قتلهم، وأنهم إنما قتلوا كفاراً، (أتظنون أن الصحابة يكفرون المسلمين؟!) لا والله! حاشاهم، فهم أورع الناس أن يكفروا مسلماً، (أم تظنون أن الاعتقاد في تاج وأمثاله لا يضر، والاعتقاد في علي بن أبي طالب يُكفّر؟!) الظاهر أنهم يظنون، وإلا لما أجازوا صرف العبادة لهؤلاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015