يشير الشيخ هنا إلى أمر مهم جداً، وهو أن أهل البدع والأهواء سواء كانت أهواؤهم تصل إلى درجة الشرك أو دون ذلك، كالبدع المغلظة، بدع التوسلات والتبركات البدعية وغير ذلك مما يقع فيه كثير من المسلمين اليوم؛ هذا الأمر يقوم على التوهمات وليس له حقيقة، كما أنه ليس له دليل شرعي، يعني: كثير مما يستمد منه أهل الأهواء عبادتهم أوهام، هذه الأوهام قننت من قبل شياطين الجن والإنس، ورتبت وجعلت أصولاً منهجية لأهل الأهواء، فالفلاسفة يسمون أوهامهم التي يعلقون بها مصائرهم ومصالحهم في الدين والدنيا، الفيض، ويسمونها كذا وكذا من الأسماء التي ترجع إلى المعاني الفلسفية، والصوفية وإن كان كثير من الفلاسفة أيضاً ينزعون إلى التصوف والعكس كذلك، لكن هناك من المتصوفة من قد لا يدرك المعاني الفلسفية العميقة، فتجده يعبر عن هذه الأوهام التي يستمد منها دينه وعبادته البدعية الكشف والذوق والوجد، وتواصل الأرواح، ويصل الأمر إلى أعلى درجة من الكفر، كأن يقول: حدثني قلبي عن ربي، فلا يستمد من كتاب الله ولا من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فيعتمد على الأوهام التي هي من وحي الشياطين ويظنها من عند الله، ومن دونه من يظن أنه ينكشف له شيء من الغيب، فيحل به عبادة غير الله، ويحل به البدع والوسائل البدعية، بل يستحل به الحرام ويحرم به الحلال، وكذلك الذوق، فيرون أن الولي معصوم، وما تذوقه فهو مقتضى الشرع، وقد يتذوق عبادة المقبورين وعبادة الأصنام والأوثان، فيظن هذا مقتضى التشريع.
إذاً: يعود هذا كله إلى أن الشيطان أوهمهم أشياء فصدقوها وعملوا بها، فعلى هذا نستطيع أن نقول: إن من مناهج أهل الأهواء والبدع العامة التي يقوم عليها تدينهم وعبادتهم الاستمداد من الأوهام، والتعلق بالأوهام، لا بدليل شرعي، ولا بدليل علمي يقيني، ولا المشاهدة بالعين ولا بالسمع ولا، إنما هي أوهام شرعها لهم الشيطان، فكانت من شرعتهم التي خرجوا بها من السنة، أو خرج منها بعضهم من الإسلام.
نسأل الله العافية.