والنوع الثالث فيه ممنوع وفيه مشروع، وهو التوسل به صلى الله عليه وسلم وهو ميت، فالتوسل به في الدنيا وهو ميت ممنوع قطعاً، فإنه صلى الله عليه وسلم بعدما مات انقطع التوسل به، ولا يجوز دعاؤه، ولا يجوز نداؤه، فمن الشرك صرف أي نوع من أنواع العبادة له ودعاؤه ونحو ذلك، فهذا في الدنيا.
أما التوسل به وهو ميت -يعني: يوم القيامة- ففيه تفصيل: إن قصد به الشفاعة العظمى أو الشفاعة لأهل الكبائر فهذا يقر له بشروطه، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم يشفع الشفاعة التي وعده الله بها بشروطها.
إذاً: فالنوع الثالث: هو الاستشفاع به صلى الله عليه وسلم وهو ميت، فأغلب صوره شركية وبدعية، وكلها فيما يتعلق بالاستشفاع به في الدنيا وهو ميت، فلم يعد الاستشفاع به جائزاً إطلاقاً، فهو إما بدعة مغلظة وإما شرك، وهو الغالب.