ولبطل أن ينعقد بما يجب أن يكون معظمًا, فمن هذه الجهة أكد القسم معنى الخبر.
ونظير لزوم النون: إن كان لصالحًا, في أنها تفرق بين معنيين: معنى الحال, والاستقبال, فإذا قلت: والله إن زيدًا ليفعل, فهو على الحال, وإذا قلت: والله إن زيدًا ليفعلن, فهو على الاستقبال, فكذلك إذا دخلت اللام في الخبر, فهي (إن) المخففة من الثقيلة لا محالة, وإذا سقطت اللام, كانت (إن) بمعنى (ما) كقوله عز وجل: {إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ}.
والفعل الذي يصلح أن يقع موقع القسم هو المؤكد للخبر, كقولك: أقسم لتفعلن, وأشهد لتفعلن, وأحلف لتفعلن, فقد وقع موقع: والله لتفعلن, لأن الفعل هاهنا للتأكيد.
وسبيل الخبر به عن غير المتكلم هذه السبيل, كقولك: أقسم ليفعلن, واستحلفته ليفعلن, والعلة واحدة.