لأن (إن) التي هي أم حروف الجزاء ليس له صلة, إذ الصلة إنما تكون لما هو مع ما قبله بمنزلة الاسم الواحد, فأما الأسماء التي يجازى بها فلا يجوز أن توصل, لأنه يجب أن تبهم إبهام (إن) حتى يصلح أن تتضمن معنى (إن) , وكذلك لا توصل في الاستفهام لمثل هذه العلة من الإبهام كإبهام ألف الاستفهام, فإذا وصلت أخرجتها الصلة إلى معنى (الذي) , وبطل الاستفهام والجزاء.

ولا يجوز: ما تدوم؟ على الاستفهام, لأن تقديره تقدير: ما تقول؟ فإنما يسأل عن نوع من أنواع القول, كأنه قيل: أي شيء تقول؟ فهذا يصح في القول, لأنه يتنوع, ولا يصح في: تدوم, لأنه لا يتنوع, فلا يسأل عنه بالفعل /152 ب على هذه الجهة, ولكن يجوز: كم تدوم؟ لأنه يقتضي تجزئة, والتجزئية صحيحة في: تدوم, وهو خلاف معنى التنويع, [لأن التنويع] لا يكون إلا مع اختلاف المعاني التي قد جمعها معنى واحد, ولكن يجوز: ما الدوام؟ لأن هذا لا يقتضي تنويعًا, وإنما يقتضي بيانًا كالبيان بالدوام.

ولا يجوز: ما تدم أدم, لمثل هذه العلة, ويجوز: ما تقل أقل, كأنك قلت: أي شيء تقل أقل, ولا معنى لقولك: أي شيء تدم أدم, لأنه لا يتنوع.

وتقول: كلما تأتيني آتيك, ولا يجوز (آتك) بالجزم, لأن (ما) موصولة في هذا الكلام.

وتقول: الذي يأتيني فله درهما, فتدخل الفاء على شبه الجزاء في تقدم الفعل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015