ولا يصلح أن تجتمع الفاء مع (إذا) في هذا الموضع, لأنها تغني عنها, وقد وقعت موقعها, فلم يصلح مع تقدير المعاقبة فيه في الموقع الواحد أن تجتمع معها, وكل خلف من محذوف فهو على وجهين:

أحدهما: ما يغني عنه على وجه دون وجه, فهذا يصلح أن يجتمع معه على أحد الوجهين.

وخلف آخر يغني عن المحذوف الغنى التام, فلا يصلح أن يجتمع معه, لما في ذلك من الإبهام أنه ليس يغني عنه الغنى التام, ولذلك قال سيبويه: لو كان يصلح ذكر الفاء هاهنا كان حذفها قبيحًا على قياس: إن تأتني أنت كريم, فحذفها هاهنا قبيح, والوجه: إن تأتني فأنت كريم.

ونظير ذلك: {سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ} , فالأصل: أم صمتم, لما تقتضيه المعادلة في: أدعوتم أم صمتم, إلا أنه حسن: {أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ} , لأنه أكثر في الفائدة, إذ يدل على: أم صمتم, بوقوعه موقعه, وعلى اتصال ذلك بالحال من جهة صيغة هذا الذي وقع موقعه, فهو نظير {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} , في أنه قد وقع موقع الأصل, لأنه أكثر في الفائدة.

والأصل في الذي يعقد الجواب /129 ب بالأول أن يكون حرفًا على قياس ذلك في حروف العطف, وجواب القسم, وحرف الاستثناء, وما جرى هذا المجرى, لأن الحروف أدوات يحتاج إليها لغيرها من الكلام, ولذلك كان معناها في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015