وأما الفاءُ فتحملُ الخروجَ إلى الجوابِ؛ لأنها في الأصلِ تُرتبُ وتُشركُ, فأُخرجت في الجوابِ إلى الترتيب خاصةً من غير مُهلةٍ, وأضمرَ معها (أن)؛ ليُؤذنَ بالخروجِ إلى معنى الجوابِ.

وأما (أو) فهي لأحدِ الشيئينِ, إلا أنها مُضمنَةٌ بأنه إذا حصلَ لأحدهما المعنى؛ بطلَ أن يكونَ للآخرِ في دلالةِ ذلك الكلامِ, فخرجت إلى معنى: إلا أن, في قولكَ: لألزمنك أو تُعطيني حقي, بمعنى: إلا أن تُعطيني حَقي, أي: إن حصلَ الإعطاءُ بطلَ اللزومُ, كما أنَّه إن حصلَ المعنى لأحدهما بطلَ أن يكونَ للآخرِ, فخَرَجت إلى هذا الذي هي في الأصلِ مُضمنةٌ به.

وأمَّا اللامُ فيجوزُ إضمارُ أن معها؛ لأنها أُمُّ حروف الإضافةِ, وهي محتملةٌ للمُلكِ والغرضِ, فإذا أُخرجت مع الفعلِ إلى الغرضِ خاصةً؛ أُضمرَ معها: أن؛ ليُؤذنَ بخُروجها إلى الغرضِ؛ لأنها إنما تكونُ مع المصدر, كقولكَ: جئتُه حذراً منه؛ أي: للحذرِ.

ولم يصلحُ أن يُضمرَ مع الباءِ؛ للعلةِ التي ذكرنا من أن اللامَ أمُّ حروفِ الإضافةِ, وهي تكثرُ في الغرضِ الذي يُدلُّ عليه بالمصدرِ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015