والجوابُ عن البابِ الثالثِ:
الذي يجوزُ في (من) التي يُستفهمُ بها على طريقِ النسبةِ الإتباعُ للاسمِ الأوَّلِ في الإعرابِ؛ لأنَّه اسمٌ مُفردٌ, اعتُمد به على ما تقدَّمَ من الذكرِ.
ولا يجوزُ الرفعُ على الاستئنافِ إلا على غير مُطابقةِ الجوابِ للسؤالِ, كقول القائلِ: من رأيتَ؟ , فيقولُ: زيداً, فهذا مُطابقٌ, فإن قال: زيدٌ؛ لم يكُن على حدِّ الجوابِ.
وإذا قال: رأيتُ زيداً؛ قلتَ: المنيَّ؟ فإن قال: مررتُ بزيدٍ؛ قُلتَ: المنيِّ؟ وإن قال: هذا زيدٌ؛ قُلتَ: المنيُّ؟ على الإتباعِ, لا على الاستئنافِ.
وكذلك إن قال: رأيتُ زيداً وعمراً؛ قُلتَ: المنيينِ؟ وإن ذكر جماعةً؛ قُلتَ: المنيينَ؟ وتقديره: القرشيَّ أم الثقفيَّ؟ .
وإذا قال: مررتُ بزيدٍ؛ قُلتَ: الثقفيِّ, ولم يجُز الرفعُ إلا على قوله: صالحٌ, في: كيف أصبحتَ؟ .