وإذا قال القائلُ: رأيتُ زيدَ بنَ عمروٍ؛ قُلتَ: من زيدَ بنَ عمروٍ؟ على قول يونُس وغيره.
فأما من نوَّن, فقالَ: رأيتُ زيداً ابنَ عمروٍ؛ فإنه يقولُ: من زيدٌ ابنُ عمروٍ؟ على قولِ يونُسَ, ويحكي على مذهبِ غيره.
وإذا قال: رأيتُ زيداً, فاستفهمتَ بأيٍّ؛ قُلتَ: أيٌّ زيدٌ؟ , ولم تجُز الحكايةُ؛ لأن (أيّ) معربةٌ تقتضي أن يُعربَ الثاني بإعرابها إذا كان هو الأولُ.
واعتلَّ سيبويهِ في هذا بكثرةِ استعمالِ: من, ووجهُ ذلك أنَّ الكثرةَ لا يختلُّ بها الكلامُ إذا غيرَ؛ لقُوةِ البيانِ بالكثرةِ.
وإذا قال: فمن, أو ومن؛ فليس فيه إلا الرفعُ؛ للاستغناءِ عن الحكايةِ بحرفِ العطفِ الذي يدُلُّ على اتصالِ الكلامِ وأنَّ الاستفهامَ عن المذكورِ.