عن نظيرهِ علةً للبناءِ؟ وهل ذلك لأنَّه خرجَ بحذفٍ يقتضي تركَ بعضِ الاسمِ فلما خرجَ بهذا الوجهِ أُجري مُجرى بعض الاسم في البناء؟ .
ولمَ جاز: اضرب أيُّهم أفضلُ, على معنى: أيَّهم هو أفضلُ, ولم يجُزْ ذلك في أخواتِه إلا على ضعفٍ, فلمْ يَجُزْ: اضرب الذي أفضلُ, ولا: اضربْ مَنْ أفضلُ؟ وهل ذلك لأن (أيّاً) لما كانت للتفضيل بعدَ الإجمالِ؛ احتملتَ من الحذف لتقدُّمِ الإجمالِ ما لا يحتملُه ما ليس له هذه المنزلةُ, كما أنَّ الجوابَ لما كان مبنياً على السؤالِ؛ احتملَ من الحذفِ ما لا يحتملُه غيرهُ, وكذلك التفصيلُ بأي مبني على الإجمال بـ: ما, ومَنْ؛ فلذلك جاز: هات أيُّها أحسنُ, ولم يَجُز: هاتِ ما أحسنُ؟
وما نظيرُه من قولهم: يا الله اغفر لي, في أنه لما خرجَ عن نظائره في النداءِ بإثبات الألفِ واللام فيه؛ اقتضى أن تُثبتَ ألفُه؛ لأنها قد صارت بمنزلة ما هو من نفسِ الاسمِ, إذ يُثبتان جميعاً في النداءِ, فكلُّ ما خرجَ عن أخواتهِ بوجهٍ جازَ أنْ يخرجَ بمقتضى ذلك الوجه أيضاً؟
وهل من ذلك (لَيْسَ) لما وجبَ فيها أنْ تخرُجَ عن أخواتها بامتناع التصرُّف جاز أنْ تخرُج بمقتضى امتناعِ التصرُّفِ من لزوم التخفيفِ, دون الأصلِ, فلم يَجُزْ