وفيه: {وَإِنْ نَشَأْ نُغْرِقْهُمْ فَلَا صَرِيخَ لَهُمْ وَلَا هُمْ يُنْقَذُونَ إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا} [سورة يس: 34]، كأنه قيل: ما لهم شيء ينتفعون به إلا رحمة منا.
وقال النابغة:
(حلفت يمينا غير ذي مثنوية ... ولا علم إلا حسن ظن بصاحب)
كأنه قال: لا شيء يعمل عليه إلا حسن ظن.
والرفع في جميع هذا جائز على مذهب بني تميم.
وقال ابن الأيهم التغلبي:
(ليس بيني وبين قيس عتاب ... غير طعن الكلى وضرب الرقاب)
كأنه قال: ليس بيني وبينهم إلا طعن الكلى، وأهل الحجاز ينصبونه على الاستثناء المنقطع.
وقال الحارث بن عباد:
(والحرب لا يبقى لجاحمها التخيل والمراح
إلا الفتى الصبار في النجدات والفرس الوقاح)
كأنه قال: إلا تخيل الفتى الصبار ومراحه.
وقال الشاعر:
(لم يغذها الرسل ولا أيسارها ... إلا طري اللحم واستجزارها)