وحق (لا) مع ألف الاستفهام - إذا دخله معنى التمني - أن تدرى على مجرد الخبر عن النفي، فتقول: ألا ماء باردا، وألا ماء بارد، وألا أبالي، وألا غلامي لي.

وقال الشاعر:

(ألا رجلا جزاه الله خيرا ... يدل على محصلة تبيت)

فهذا على التحضيض عند الخليل؛ كأنه قال: هلا ترونني رجلا؛ لأن (ألا) قد يكون بمعنى (هلا) في التحضيض، كما تقول: ألا خيرا من ذلك.

وأما يونس فحمله على التمني، ونون مضطرا؛ لأن التمني أغلب على هذا الباب.

وحمل يونس قوله:

(لا نسب اليوم ولا خلة .... )

على الاضطرار؛ لأنه جعل (لا) الثانية نظيرة الأولى، فلزم ذلك.

وله وجه يخرجه عن الاضطرار، وهو أن تكون (لا) المؤكدة للنفي، فلا يكون مضطرا؛ لأن دخولها وخروجها - حينئذ - واحد، ويصير بمنزلة قوله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015