ثم يقول ابن القيم رحمه الله: [إذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله]، يعني: إن كان توكل الناس أو استغناؤهم في الدنيا بمال، أو جاه، أو مركز اجتماعي، أو نحوه، فاجعل استغنائك بالله عز وجل، يعني: أن تستغني بالله لا بغيره، فإذا استغنى الناس بالدنيا عن الدين فاستغن أنت بالدين عن الدنيا، وذلك لأن هناك فرقاً بين من يستغني به ويستغني عنه، فأن يستغنى الإنسان بالله فهذا هو الغنى الحقيقي.
أما أن يستغني الإنسان عن الشيء فهذا إنسان زاهد في هذا الشيء، يعني: أن هذا الاستغناء إن كان عن الله فهو استغناء مذموم بغيض، أما أن يستغني الإنسان بالله سبحانه وتعالى، فهذا يكون عندما يرى الناس قد استغنوا بالدنيا واعتمدوا على ما أعطوا من حطامها.
فحينها يكون استغناؤك بالله سبحانه وتعالى، فإذا استغنى الناس بالدنيا فاستغن أنت بالله.