هناك أختان من الأخوات شكتا إلي أمرهما وقالتا: إنهما سمعا محاضرتي، فذهبتا وحجبتا بناتهما عندما بلغن الحلم، ولكن العائلة بأكملها هاجت على هاتين الأختين، وقالت: كل هذا بسبب الأختين اللتين تذهبان لتسمعا الدرس في المسجد عند الشيخ.
وأنا أقول تقوية للعقيدة: هاتان الأختان الفاضلتان على حق، وفي نور والباقي في ظلمة، وهما على صواب والباقي على خطأ، وقد كتب الله عليهما كما كتب علينا جميعاً أن نسبح ضد التيار، إذ التيار كله يمشي في الاتجاه الخاطئ، فالتيار كله منحرف وبعيد عن رحمة الله، فنحن لا نخاف ولكن نتوكل على الله، ونطبق ما يريده الله عز وجل منا، وكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أرضى الله بسخط الناس رضي الله عنه وأرضى عنه الناس)، وهناك هجوم شرس وغريب هذه الأيام على الأخوات المحجبات والمنقبات ولا أعرف لماذا؟ ماذا أغضب اللاتي يمشين عاريات في الشوارع من أمر المحجبات والمنقبات؟ قد نقول: إن الشباب غير المؤدب يغضبون عندما يرون الفتاة تمشي بالحجاب والنقاب؛ لأنهم لا يرون وجهها.
ولكن عندما تغضب النساء اللاتي يمشين عاريات في الشوارع من أمر النساء المحجبات، فما هو السبب؟ أعتقد أن هذا حقد داخلي؛ ولكن لم يعرف النساء كيف يعبرن عنه؛ لأنهن يرين تلك الفتاة أن ربنا هداها للحجاب، فهن يحقدن عليها ولكن لا يعرفن كيف يعبرن عن حقدهن، وفطرتهن تجعلهن يحقدن عليها، فهن يردن أن يصلن إلى هذا المستوى الرفيع من الحجاب، ولكنهن لا يعرفن كيف يصلن إليه، فتجد الواحدة منهن تبرر لنفسها وتقول: أهم شيء النية، وهذا بيني وبين ربي، وأنا متحشمة في اللبس، ولا يظهر مني سوى الذارع والرجلين والرقبة والشعر والوجه، وتجد جسمها كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كاسيات عاريات)، فتجدهن كاسيات في عرفهن، عاريات في الحقيقة.
يقول رسول الله صلى الله عليه سلم: (سوف يأتي زمان على أمتي يقف على أبواب المساجد رجال كأشباه الرجال، لهم نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات شعورهن كأسنمة البخت، العنوهن فإنهن ملعونات).
فهي مطرودة من رحمة الله أساساً، فلماذا تحقد على التي تتحجب؟! فاسكتي، وابحثي عن عيوبك.
وإذا سألتها: وما أدراك أن هذه المحجبة أو المنقبة امرأة غير صالحة؟! هل تعاملت معها؟! فتجدها تقول لك: الأمر هكذا، أي محجبة فهي غير صالحة! حصل نقاش سيئ جداً للأسف الشديد في إحدى المحاضرات السابقة، وكان هناك بعض الأخوات جالسات، وتجد المرأة التي تعارض مثل (الحيزبون) كما يقولون، أي: المرأة التي وصل عمرها إلى السبعين، وتريد أن تصغر نفسها إلى عشرين عاماً، كما قال الشاعر: عجوز ترجّى أن تكون فتية وقد لحب الجنبان واحدودب الظهر تدس إلى العطار ميرة أهلها وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر فالمفترض أن الإنسان مادام أنه كبر في السن فليتق الله؛ لأن الله يكره العاصين، وكرهه للشيخ العاصي أشد، ونحن لا نعيب على هؤلاء ولم ندخل في قلوب الناس، فإن سيدنا أسامة عندما قتل الرجل، سأله رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لماذا قتلته؟ فقال: يا رسول الله! إنه قال: أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله خوفاً من السيف.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أشققت عن قلبه يا أسامة؟! وماذا تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة؟!).
أي: ماذا ستفعل أمام كلمة لا إله إلا الله؟