قاعدة الحياة والرزق والموت والقضاء

هناك أربع ركائز هامة يجب أن تكون نصب عينيك، وهي: أنه لا راحة في الدنيا، ولا حيلة في الرزق، ولا شفاعة في الموت، ولا راد لقضاء الله.

فإذا عرفت هذه الأمور الأربعة وأيقنت بها استرحت، وإذا غبت عنها بقيت مريضاً تحب الدنيا، كشارب البحر لا يزيده الشرب إلا ظمأ وعطشاً، فالذي يحب الدنيا يبقى نهماً مهموماً، حتى يقعده المرض، فإن تولى منصباً هابه الناس، لا لذاته، وإنما لأجل الكرسي الذي كان يجلس عليه، ولو اتقى الله عز وجل لأحبه الناس، سواء أكان فوق الكرسي أم تحته.

فإن نحي عن منصبه أصيب بالاكتئاب، لأنه صار فرداً عادياً بعد أن كان هو الوكيل أو المدير، فإذا به يصير منزوياً في المجتمع؛ لأنه إنسان ما قدم لنفسه خيراً.

فرب العباد سبحانه وتعالى قال: {نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ} [الحشر:19] فهو لما نسي الله نسيه الله، ولذلك جاء أنه في آخر الزمن يغربل الله العباد غربلة، فلا يبقى منهم إلا حثالة كحثالة الشعير لا يبالي الله بهم، فإذا دعا صلحاؤهم لم يستجب لهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015