قال المصنف رحمه الله تعالى: [وللحسد حد وهو المنافسة في طلب الكمال، والأنفة أن يتقدم عليه نظيره].
المنافسة هي الحسد المحمود، كمن يحسد عالماً -أي: يغبطه- ويتمنى أن يكون مثله، أو يحسد رجلاً غنياً ويتمنى أن يكون لديه أموال مثله.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [فمتى تعدى ذلك صار بغياً وظلماً يتمنى معه زوال النعمة عن المحسود، ويحرص على إيذائه، ومتى نقص عن ذلك كان دناءة وضعف همة وصغر نفس].
الحسد المذموم كمن يحسد عالماً ويتمنى زوال النعمة عنه، ولا يحب أن يشارك العلماء في دروس العلم وفي الصلاة، ويبتعد عنهم.
فالأفضل أن يكون وسطاً بين الحسد الزائد الذي إذا زاد صار بغياً وظلماً؛ لأنه يتمنى معه زوال النعمة، وحسد المنافسة وهو ألا يكون عنده روح المنافسة، فتجده لا يحب أن يشارك في دروس العلم، ولا في صلاة الجماعة، ولا في طلب العلم.
قال المصنف رحمه الله تعالى: [قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً فسلطه على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة -يعني: العلم- فهو يقضي بها ويعلمها الناس).
فهذا حسد منافسة يطالب الحاسد به نفسه أن يكون مثل المحسود، لا حسد مهانة يتمنى به زوال النعمة عن المحسود].
اللهم اجعل جمعنا هذا جمعاً مرحوماً، وتفرقنا من بعده تفرقاً معصوماً، ولا تجعل يا مولانا بيننا شقياً ولا محروما، فك الكرب عن المكروبين، سد الدين عن المدينين، اقض حوائجنا وحوائج المحتاجين، اللهم لا تجعل لنا في هذه الليلة العظيمة ذنباً إلا غفرته، ولا مريضاً إلا شفيته، ولا كرباً إلا أذهبته، ولا صدراً ضيقاً إلا شرحته، ولا مظلوماً إلا نصرته، ولا ضالاً إلا هديته، ولا ابناً عاقاً إلا جعلته باراً بوالديه، ولا ميتاً إلا رحمته، ولا مسافراً إلا رددته لأهله غانماً سالماً، اللهم اكشف الكرب عن المسلمين، وأوقع الكافرين في الكافرين، وأخرجنا من بينهم سالمين، اللهم لا تسل قطرة دم إسلامية إلا في سبيلك يا أرحم الراحمين! اللهم اجعل خير أعمالنا خواتيمها، وخير أيامنا يوم أن نلقاك.