ثم قال: "حدثنا محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة عن واصل -بن حيان الأحدب- عن أبي وائل -وهو شقيق المذكور في الطرق السابقة- عن عبد الله وأحسبه رفعه"، وأحسبه رفعه: هذه العبارة توحي بالتردد، لكن الروايات السابقة كلها بالجزم فلا أثر لمثل هذا التردد- أحسبه رفعه، قال: ((بين يدي الساعة أيام الهرج، يزول العلم، ويظهر الجهل)) قال أبو موسى: والهرج: القتل بلسان الحبشة" الهرج: القتل بلسان الحبشة، "وقال أبو عوانة -الوضاح بن عبد الله اليشكري- عن عاصم -هو ابن أبي النجود"، "قال أبو عوانة" هذا معلق، عن عاصم بن أبي النجود، عاصم بن بهدلة القارئ المشهور، وفيه كلام بالنسبة لحفظه، لكن البخاري لم يعتمد عليه، "عن أبي وائل عن الأشعري أنه قال لعبد الله: تعلم الأيام التي ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أيام الهرج نحوه" يعني نحو ما تقدم "قال ابن مسعود: سمعت النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء)) "، وعند مسلم: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس))، وفي الحديث: ((لا تقام الساعة والأرض يقال فيها: لا إله إلا الله)) ولا ينافي ذلك ما جاء من بقاء الطائفة المنصورة، من بقاء الطائفة المنصورة؛ لأنه أيضاً جاء في الحديث الصحيح أنه تأتي ريح من جهة اليمن تقبض أرواح المؤمنين، فالطائفة المنصورة تبقى إلى قبيل قيام الساعة حتى تأتي هذه الريح فتقبض أرواح المؤمنين، ولا يبقى في الأرض بعد ذلك إلا شرار الناس.
((من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء)) نعم التدرج في انقراض الخير سنة إلهية، ((لا يأتي زمان إلا والذي بعده شرٌ منه)) كما في الباب اللاحق، نعم.
طالب:. . . . . . . . .
وين؟
طالب:. . . . . . . . .
من شرار الناس نعم؟
طالب:. . . . . . . . .
لا، لا، على بيانية هذه؛ نعم لأن رواية مسلم: ((لا تقوم الساعة إلا على شرار الناس))، ((لا تقوم الساعة والأرض يقال فيها: لا إله إلا الله)) فكلهم شرار، نعم؟
طالب: الساعة. . . . . . . . .
الساعة نفسها، الساعة نفسها.
بابٌ: لا يأتي زمانٌ إلا الذي بعده شرٌ منه.