ثم بعد هذا قال: "حدثنا أبو نعيم حدثنا ابن عيينة عن الزهري" أبو نعيم هو الفضل بن دكين كما هو معروف، وابن عيينة: هو سفيان، والزهري: محمد بن مسلم بن شهاب، "عن الزهري، وحدثني محمود" في مثل هذا السياق الأصل أن يقال: "ح" وهي موجودة في بعض الروايات: "ح" التحول، "وحدثني محمود -بن غيلان- قال: أخبرنا عبد الرزاق -بن همام- قال: أخبرنا معمر -بن راشد- عن الزهري عن عروة عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: أشرف النبي -عليه الصلاة والسلام-" اطلع من علو -عليه الصلاة والسلام- "على أطم" وهو الحصن "من آطام" من حصون "المدينة"، وفيها حصون كثيرة المدينة "فقال: ((هل ترون ما أرى؟ )) أشرف من علو -عليه الصلاة والسلام- وهو في هذا الأطم، وفي هذا الحصن "فقال: ((هل ترون ما أرى؟ ))، قالوا: لا"، الرسول -عليه الصلاة والسلام- يكشف له، رأى النار وهو يصلي صلاة الكسوف، كشف ولم يروا شيئاً، إنما رأوه تكعكع تأخر، وهنا كشف له عن مواطن الفتن، "فقال: ((هل ترون ما أرى؟ ))، قالوا: لا، قال: ((فإني لأرى الفتن)) " يراها ببصره -عليه الصلاة والسلام- حيث كشف له عن ذلك، ((تقع خلال بيوتكم)) يعني بين بيوتكم ((كوقع القطر)) المراد به: المطر، تنزل على بيوت الناس، وتنزل بينها، وفي خلالها هذه الفتن، كما ينزل المطر، فيعم، وحصلت هذه الفتن بدءً بمقتل الخليفة الراشد عمر، وهو الباب الذي كسر، ثم ما حصل من قتل عثمان -رضي الله عنه-، ثم ما حصل بعد ذلك من جرائه الخلاف الحاصل بين الصحابة، ثم تتابعت الفتن وتواردت على الأمة، وهي في ازدياد، والله المستعان.
بقي وقت وإلا ما بقي؟ انتهى الوقت؟ هاه؟ ...
. . . . . . . . . أنهم إذا مر عليهم الوقت ولم يفتنوا نظروا في أنفسهم، فكيف يمكن الجمع بين ذلك وبين عدم تمني الابتلاء؟