"فجاء عن يسار النبي -عليه الصلاة والسلام-" جلس أبو بكر عن يمين النبي -عليه الصلاة والسلام- وعمر عن يسار النبي -عليه الصلاة والسلام- "فكشف عن ساقيه" كما فعل النبي -عليه الصلاة والسلام- وأبو بكر، "فدلاهما في البئر فامتلأ القُف" حافة البئر امتلأت، ما تستوعب أكثر من الثلاثة، امتلأت بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، وصاحبيه، "فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك" يعني قف كما أنت كما قال لصاحبيه حتى أستأذن لك، "فقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: ((ائذن له وبشره بالجنة معها بلاء يصيبه)) " ما قال لعمر: معها بلاء، مع أنه مقتول، لكن ليست الظروف التي احتفت بقتل عمر مثل الظروف التي احتفت بقتل عثمان، عمر يصلي فجاء عدو فطعنه، وهذه نهايته -رضي الله عنه-، كما لو مات على فراشه، لكنه فاز بالشهادة، لكن يختلف عن هذا عما احتف بمقتل عثمان -رضي الله عنه-، شيء يعتصر القلب، يدمي القلب، قتل في داره، امتحن، وسلط عليه سفهاء أوباش، لا قدم لهم ثابتة في الإسلام، بمحضر المهاجرين والأنصار، بدار الهجرة، في بيته، مصحفه في حجره، صائم، سلط عليه هؤلاء السفهاء، وأعانهم من أعانهم ممن دخل في الفتنة، ومطلبهم وما نقموا عليه إلا أنه ولى بعض الولايات لأقاربه -رضي الله عنه وأرضاه-، هذا الذي ينقم على عثمان، ولى بعض أقاربه بعض الولايات، فنقموا عليه ذلك، الناس مأمورون عند الجور الواضح، والظلم الظاهر مأمورون بالصبر والاحتمال، وعدم شق عصا الطاعة ((أدوا الذي عليكم، واسألوا الله الذي لكم)) بس لمجرد أنه ولى بعض أقاربه، ولى بعض أقاربه يقتل في بيته صائم يقتل، هم طلبوا منه أن ينخلع من الإمامة بسبب ما نسب إليه، لكنه ولي بإجماع الصحابة، ولم يثبت عنه، أو لم يقترف ما يعزل من أجله، وأهل العلم يختلفون في الإمام إذا تم اختياره من قبل المسلمين، هل له أن يخلع نفسه؟ أو هذه أمانة تحملها لا بد من القيام بها؟ وحينئذٍ تكون تعينت عليه، هي تعينت عليه، فجمعٌ من أهل العلم عندهم أنه لا يجوز أن يخلع نفسه، وعثمان -رضي الله عنه- راعى المصلحة، يعني ماذا يتصور المدينة تغلو، تغلي غليان، وتضطرب، وتموج بالفتنة والإمام قائم، فكيف لو