عن حسان بن عطية قال: حدثني أبو كبشة أن عبد الله بن عمرو -رضي الله تعالى عنهما- حدثه أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((بلغوا عني ولو آية، وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج، ومن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار)).
هذا الحديث مخرج في الصحيح، فيه الأمر بالبلاغ عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، وفيه الرد على من يتورع عن نشر الخير وبذل الخير وتعليم الناس والبيان للناس.
((بلغوا عني ولو آية)): بأقل القليل، يعني من حفظ عن النبي -عليه الصلاة والسلام- شيئاً فليبلغه إلى غيره، هذا أمر، ولا يجوز الكتمان، لا بد من البلاغ، لكن إذا حصل من يكفي سقط عن الباقين.
((بلغوا عني ولو آية)): يعني ولو كان المبلَّغ آية، ولو آية واحدة، من حفظ شيء من القرآن أو من السنة يعلم غيره.
((وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)): حدثوا عن بني إسرائيل، وفي بعض الروايات عند البزار: ((فإن فيهم الأعاجيب)) فإن فيهم الأعاجيب، والأخبار المتلقاة من بني إسرائيل وما يعرف بالإسرائيليات منها ما جاء ما يشهد له في شرعنا، مثل هذا لا تردد في أنه من شرعنا؛ لأنه جاء ما يشهد له في شرعنا فهو شرع لنا، ومنها ما جاء في شرعنا ما يرده مثل هذا يرد، أما ما كان لا هذا ولا هذا، لم يأت في شرعنا ما يشهد له ولا ما يرده، هذا الذي قيل فيه: ((حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج)) هذا أمره سهل، وفيهم أعاجيب، وفيهم أخبار، وفيهم علوم، نعم، ولذا تجدون كتب التفسير محشوة بالإسرائيليات كتب التواريخ، كتب الأدب، مملوءة بالإسرائيليات، لكن الشأن في الإسرائيليات التي تخالف ما عندنا من شرع، هذه ترد ولا ينبغي تسويد الورق بها، أما الأخبار التي لا تحمل مخالفة لشرعنا وديننا فمثل هذه يحدث بها.