للعبادة، ثم إذا فتح المصحف. . . . . . . . . مع الجهاد يقرأ جزء بين صلاة العصر وهو جالس ما طلع من المسجد الحرام إلى أذان المغرب يا الله يقرأ جزء، يقرأ ويتلفت ويناظر، عسى الله يجيب أحد، إن جاء أحد وإلا هو قام يدور؛ لأنه ما تعود، ما تعود صعب، وهو بالراحة بعض الناس ما يغير جلسته يقرأ عشرة وهو مرتاح؛ لأنه تعود، فالمسألة مسألة تعود.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال: "إن كان الرجل يكتب إلى بن عباس -رضي الله عنهما- يسأله عن الأمر فيقول للرجل الذي جاء بالكتاب: أخبر صاحبك بأن الأمر كذا وكذا، فإنا لا نكتب في الصحف إلا الرسائل والقرآن".
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-: حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن ميسرة عن طاووس قال: "إن كان الرجل: طاووس بن كيسان اليماني التابعي الجليل المعروف.
قال: إن كان الرجل يكتب إلى بن عباس يسأله عن الأمر: فتوى، يريد أن يحرر له فتوى مكتوبة، وهذا يكتب في باب تقييد العلم، يسأله عن الأمر فيقول للرجل الذي جاء بالكتاب: أخبر صاحبك بأن الأمر كذا: الجواب كذا، يجوز أو لا يجوز، أخبر صاحبك بأن الأمر كذا وكذا، فإنا لا نكتب في الصحف إلا الرسائل: يعني ما يكتبه النبي -عليه الصلاة والسلام- ويبعث به إلى عماله وإلى ملوك الأرض وأقطارها، ما يكتب إلا ما يؤثر عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.، والقرآن: أما ما عدى ذلك فلا يكتب، وهذه المسألة مسألة تدريجية، تدرج تاريخي في هذا العلم، جاء النهي عن الكتابة لغير القرآن، ثم جاء الإذن بكتابة الحديث، ثم تتابع الناس على الكتابة -كتابة الحديث- ثم بعد ذلك كتبت الآثار من أقاويل الصحابة والتابعين، ثم دونت أقوال الناس كلهم، المسألة تدريجية، يعني في أول الأمر يخشى من الاختلاط -اختلاط الأمر بغيره- أول الأمر يخشى من اختلاط السنة بالقرآن، ثم بعد ذلك يخشى من اختلاط أقوال الصحابة بكلام النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم بعد ذلكم يخشى اختلاط الآراء بالآثار، ثم لما أمن اللبس انتهت المشكلة وارتفع السبب الذي من أجله امتنعوا من الكتابة، فصاروا يكتبون كل شيء، هذه مسألة تدريجية، نعم، والله المستعان، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك.