أقول: الطعن في المسلمين عموماً، أعراض المسلمين كما يقول ابن دقيق العيد: حفرة من حفر النار -نسأل الله السلامة والعافية- والغيبة جاء في النصوص القطعية من الكتاب والسنة على تحريمها والتعظيم من شأنها، وإذا كانت في من نفعه في الأمة ظاهر كانت أعظم، كان شأنها أعظم، يقرر أهل العلم أن لحوم العلماء مسمومة، نعم قد يوجد التقصير من بعض أهل العلم، قد يوجد، فهم بشر يصيبون ويخطئون، لكن هم في الجملة أهل علم وعمل إذا كان المقصود بهم الكبار من شيوخنا، هم عرفوا بالعلم والعمل والإخلاص، والنصح للأمة، لكن لا يعني أنهم معصومون من كل خطأ، لا، هم يخطئون كغيرهم، لكن يكفيهم أنهم يجتهدون ويبذلون ما يستطيعونه، وليعلم كل إنسان أنهم يبذلون ما يستطيعونه لكن ليس بالمقدور أن ينفذ كل ما يقولون، هذا على مر العصور، العلماء ينصحون ويوجهون ولا يلزمون، لا يستطيعون الإلزام على مر العصور، حصل من الصحابة -رضوان الله عليهم- إنكار على بعض الولاة ولم يمتثل، إذا حصل هذا يعني يرفع السيف، ما هو بصحيح، ليس معنى هذا أنه إذا لم يمتثل طلب العالم أو وجد منكر مثلاً أنكره من وفقه الله -جل وعلا- للإنكار، على حسب الدرجات المعروفة التي جاءت بها السنة، لكن لم يتغير هذا المنكر، حتى إنكار المنكر إذا ترتب عليه منكر أعظم منه في الشرع مندوح، لك مندوحة ألا تغير ولا يجب، بل لا يجوز لك أن تغير المنكر بمنكر يترتب عليه أعظم منه، فهل معنى هذا أنه إذا لم يستجب لأهل العلم أنهم يرفعون السيف وينزعون اليد من الطاعة؟
أبداً، عليهم أن ينصحوا، وعليهم أن يبينوا، وعلى أهل الحل والعقد أن يمتثلوا ويستتيبوا، لكن كل يؤدي ما عليه، وهذا موجود في علماء الأمة في القديم والحديث.
نعم كثرت الشرور من الداخل ومن الخارج، وكيد للإسلام وأهله، وتواطأ الأعداء وتكالبوا عليه، لكن ما يلزم أن العلماء بيدهم كل شيء، ومعروف أن اليد لا يجوز نزعها حتى يرى الكفر البواح، ولا يجوز الخروج على الولاة إلا إذا رؤي الكفر البواح، والله المستعان.
يقول: الذي يعلم الناس الخير حديث، هل هذا الأجر خاص للعلماء، هل المقصود بالخير العلم الشرعي فقط؟