يستدلون أن النبي -عليه الصلاة والسلام- ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، وهذا في وقت، يعني في وقت قبل استقرار الحكم، اختار أيسرهما ليكون شرعاً أما بعد أن استقر الحكم بدليله فعلى المرء أن يعمل ما يدل عليه الدليل، سواءً كان أيسر أو أشد، ولذا إذا جانب ما يدل عليه الدليل صار في الإثم، والمسألة مقيدة بما لم يكن إثم، فالذي يختار غير ما يدل عليه الدليل ارتكب الإثم، والله المستعان "ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره" مع الأسف أن كثير من المسلمين انشغلوا عن القرآن بالقيل والقال، والصحف والمجلات والقنوات، تجد بعض طلاب العلم عنده استعداد يفلي الجرائد كلها، أو المسلم الموظف بعد ما يطلع من وظيفته إلى أن ينام وهو يقلب الجرائد، على شان إيش؟ ماذا تستفيد من هذه الجرائد؟ هذا خبر سيء، وهذا تهكم بالدين، وهذا استهزاء بالمتدينين، وهذه صورة عارية، وهذا خبر .. ، إيش الكلام؟ ومع ذلك هذا ديدن كثير من الناس، ويمر عليه اليوم واليومين والأسبوع والشهر ما فتح المصحف، إن تيسر له أن يحضر إلى الصلاة قبل الإقامة بدقيقتين، ثلاث، خمس قرأ قراءة الله أعلم بها، قرأ له ورقة ورقتين وعليها، وبعض الناس ما يعرف القرآن إلا في رمضان، هذه مشكلة، ولذا يقول: "ولا يدع القرآن رغبة إلى غيره" نعم هناك علوم يعني لا يشمل هذا الكلام النظر في السنة مثلاً، أو في العلوم المساندة التي تعين على فهم القرآن، كلها من العناية بالقرآن؛ لأن السنة تفسر القرآن، توضح القرآن، العلوم التي تعين على فهم القرآن والإفادة من القرآن، والاستنباط من القرآن كلها داخلة في تعلم القرآن "إنه لا خير في عبادة لا علم فيها" عبادة على الجهل لا خير فيها، قد يرتكب هذا العابد مبطل لهذه العبادة وهو لا يشعر "ولا خير في علم لا فقه فيه" يعني تجد بعض الناس منهوم بقراءة الكتب، لكن لا يفهم ولا يريد أن يفهم، مجرد سرد لا يقف عند المسائل، ولا يحرر المسائل، ولا يحقق المسائل، لا خير في علم لا فقه فيه "ولا خير في قراءة لا تدبر معها" يعني الخير المرتب على التدبر لا يأتي إلا بالتدبر، وأما قراءة الحروف فتتم مع غير التدبر، وفضل الله واسع، والله المستعان.
أحسن الله إليكم: