"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير قال: قال قابوس: عن أبيه عن ابن عباس -رضي الله تعالى عنهما- في قوله: {كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء} إلى قوله: {فَإِنَّ اللهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا} [(135) سورة النساء] قال: "الرجلان يقعدان عند القاضي فيكون لي القاضي وإعراضه إلى أحد الرجلين على الأخر".

{كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء} [(135) سورة النساء] القاضي يلزمه العدل بين الخصوم، لا يجوز له أن يلتفت إلى أحد الخصوم دون الآخر، ولا أن يصغي إلى أحد الخصوم دون الآخر، ولا أن يبش في وجه أحد الخصوم دون الآخر، بل عليه أن يعدل بينهما، ولا يكون لأحدهما مزية مهما كانت منزلته، ولو كان هذا من أهل العلم وهذا من أهل الجهل، لا يؤثر هذا في هذه القضية، لكن إذا انتهت القضية يعامل كل إنسان بما يليق به، ومثل القاضي المدرس -المعلم- في الفصل في القاعة عليه أن يعدل بين طلابه، ومثلهما الوالد في بيته عليه أن يعدل ((اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم)) وعلى كل حال العدل مطلوب، وبه قامت السماوات والأرض

((المقسطون على منابر من نور يوم القيامة)) ((المقسطون على منابر من نور يوم القيامة)) الذين يعدلون في كل شيء، في جميع ما ولوا يعدلون، بخلاف القاسطين، القاسطون {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} [(15) سورة الجن] وهم العادلون عن طريق الحق، يعني المائلون، فالمقسطون العادلون، وأما القاسطون فهم المائلون الحائدون عن طريق الحق، نعم.

"حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا جرير عن قابوس عن ابن عباس قال: "قال موسى حين كلم ربه: رب أي عبادك أحب إليك؟ قال: أكثرهم لي ذكراً، قال: رب أي عبادك أحكم؟ قال: الذي يقضي على نفسه كما يقضي على الناس، قال: رب أي عبادك أغنى؟ قال: الراضي بما أعطيته".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015