وهذا أيضاً أثر عن أبي بن كعب إذا سئل عن شيء، سأله مسروق عن شيء، ومسروق طالب علم، سأله عن شيء فقال: "أكان بعد؟ قلت: لا، قال: فأجمنا حتى يكون": مثل هذا يسلك حتى مع طالب العلم أحياناً إذا لم يكن الجواب واضحاً في ذهن المسؤول، واضح وضوحاً بيناً، والمسألة متصورة، يعني قد يصرف طالب العلم لعدم وضوح الصورة في ذهن المسؤول، يصرف عنها بهذه الطريق، أكان؟: يعني أوجد، أوجد الآن بعد؟ نعم، قلت: لا، "قال: فأجمنا": يعني أرحنا حتى يكون، فمثل هذا فرق بين المسائل التي حصلت فيطلب جوابها، وبين المسائل التي لم تحصل، وفرق بين سائل وسائل، سائل يصرف باستمرار؛ لأنه ليس من أوعية العلم، ولا يتمرن ليكون عالماً، وبعض السائلين وإن كانوا من طلاب العلم قد يصرف أحياناً من باب التمرين والتأديب له على هذا المنهج السلفي، وقد يصرفه الشيخ لعدم وضوح الجواب؛ لأنه أحياناً الجواب يحتاج إلى تكلف، يحتاج إلى عناء، يحتاج إلى عصر ذهن؛ لأنه ليس بحاضر في ذهن الشيخ، فمثل هذا يصرف السائل بهذه الطريقة.
"قال: فأجمنا حتى يكون": يعني حتى يوجد هذا الشيء، "فإذا كان اجتهدنا لك رأينا": لكن لو كان في المسألة المسؤول عنها وضوح وفيها نص، مثل هذه يجاب طالب العلم ولو لم تقع، نعم.
حدثنا أبو خيثمة قال: حدثنا عبد الرحمن قال: حدثنا مالك عن الزهري عن سهل بن سعد -رضي الله تعالى عنهما- قال: "كره رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المسائل وعابها".