نصيحة لمن استقام على هذا الدين

Q أنا شاب مستقيم واستقامتي كانت هذا اليوم، فبماذا تنصحني يا شيخ؟!

صلى الله عليه وسلم أنت تقول في سؤالك: أنا شاب مستقيم واستقامتي هذا اليوم، -يعني: أنه الله جل وعلا من عليك بحب التوبة إلى الرب تبارك وتعالى في هذا اليوم، فثق يا أخي أنك وقفت على باب عظيم، وحصلت على أمر عز نظيره، وقل مثيله، ولا يوجد شيء تطلبه ينفعك وينجيك أعظم من الوصول إلى الهداية؛ فإذا شعرت في قلبك أنه تمكن حب الهداية فيك ولك رغبة أن تهتدي، ولك رغبة أن تستقيم فلا تفرط في هذا الأمر أي تفريط، والبداية تكون أن يقع في قلبك وقعاً صادقاً أنك تريد ما عند الله، ثم يقع في قلبك أنك لن تستطيع أن تستمر على هذا الطريق إلا بالله، وأنه لن يكلأك ويحفظك ويثبتك إلا ربك، ثم تتذكر سالف أيامك فيقع فيك الندم على ما فرطت في جنب الله، ثم تعقد النية على أنك ستعمل الصالحات وتسابق في الخيرات، وجاء تفسير ما سبق، ثم تبدأ من الليلة بالقيام بين يدي الله جل وعلا، لا يوجد لذة في الدنيا أعظم من لذة السجود في الأسحار أو في ثلث الليل الآخر في ساعة يناجي فيها العبد ربه، كل لذات الدنيا تضمحل تنتهي لا يبقى لها شيء إذا ما قورنت بمثل هذه اللذة وأنت أيها الأخ المبارك السائل -فإن حقك مقدم على حق غيرك فأنت صاحب السؤال- قم هذه الليلة بثلاث ركعات وابدأ بداية سهلة، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق واقرأ فيها القرآن وأسمع فيها نفسك، واسأل الله في السجود الثبات على دينه، وأن يفتح الله عليك، اسأل الله الجنة بإلحاح، واستجر بالله جل وعلا من النار بإلحاح، واسأل الله مغفرة الذنوب وستر العيوب، واسأل العون يقول الله لنبيه: {وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِيًا وَنَصِيرًا} [الفرقان:31] لن يهديك يا نبينا إلا ربك، فإذا عرفت الطريق لن ينصرك في المضي عليه إلا ربك، فاسأل الهادي النصير جل جلاله أن يوفقك ويعينك.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015