((ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم)): في الرواية الأولى قال: ((يفتح الشام ثم يفتح اليمن)): وهنا قال: ((يفتح اليمن ثم يفتح الشام)): العطف بـ (ثم) يقتضي الترتيب في الموضعين، فما الأول من القطرين الشام أو اليمن؟ أيهما الذي فتح أولاً؟
طالب:. . . . . . . . .
نعم في حياته، وهل تم فتحها بكاملها؟ أو نقول: إنه فتح بعضها، بحيث يصح تقديمه على الشام وأخر بعضها -تأخر بعضها- بحيث يصح تأخيره على الشام، ويكون العطف ماشي بـ (ثم).
((ثم يفتح الشام فيأتي قوم يبسون أو يبُسون فيتحملون بأهليهم ومن ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، ثم يفتح العراق فيأتي قوم يبسون فيتحملون بأهليهم ومن أطاعهم، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)): وهذا معجزة من معجزات النبي -عليه الصلاة والسلام- وعلم من أعلام نبوته؛ حيث أخبر عن أمور مستقبلة، وقد حصلت كما أخبر، ووجد من يبس، ووجد .. ، وقد يوجد من سمع مثل هذا الخبر ويفعل، قد يسمع مثل هذا الخبر، يسمع هذا الخبر ومع ذلك يفعل –يطبق- يبسون ويخرجون والمدينة خير لهم!
ولا شك أن من الناس من يسمع مثل هذه الأخبار ولا تحرك به ساكن، وإلا لا شك أن هذه الأخبار التي تقدمت وما سيأتي دليل على فضل المدينة وعلى سكناها والله المستعان.
حدثني زهير بن حرب قال: حدثنا أبو صفوان عن يونس بن يزيد ح وحدثني حرملة بن يحيى واللفظ له قال: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني يونس عن ابن شهاب عن سعيد بن المسيب أنه سمع أبا هريرة -رضي الله عنه- يقول: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- للمدينة: ((ليتركنها أهلها على خير ما كانت مذللة للعوافي)) يعني السباع والطير. قال مسلم: أبو صفوان هذا هو عبد الله بن عبد الملك، يتيم ابن جريج عشر سنين كان في حجره.