فقال: كذب أبو السنابل: يعني ليست باضطراد، حتى القول المحقق قال فلان ويكذب، هي مثل قال.

((من أراد أهلها بسوء -يريد المدينة- أذابه الله كما يذوب الملح في الماء))، قال ابن حاتم في حديث ابن يحنَّس: بدل قوله: ((بسوء)) ((شراً)): من أراد أهل هذه البلدة بسوء، قال ابن حاتم: شراً بدل بسوء.

قال: حدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا سفيان عن أبي هارون موسى بن أبي عيسى ح وحدثنا ابن أبي عمر قال: حدثنا الدراوردي عن محمد بن عمرو جميعاً سمعا أبا عبد الله القراظ سمع أبا هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- بمثله: ثم بعد هذا قال: حدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا حاتم -يعني ابن إسماعيل- عن عمر بن نبيه أخبرني دينار القرَّاظ: هذا اسمه، والأول كنيته، عن أبي عبد الله القراظ.

قال: سمعت سعد بن أبي وقاص: فيكون روى الحديث عن أبي هريرة وعن سعد، سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء)): كسابقه.

قال: وحدثنا قتيبة بن سعيد قال: حدثنا إسماعيل -يعني ابن جعفر- عن عمر بن نبيه الكعبي عن أبي عبد الله القراظ أنه سمع سعد بن مالك يقول: "قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثله، غير أنه قال: ((بدهم أو بسوء)): سعد بن مالك هو سعد بن أبي وقاص، يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بمثله، غير أنه قال: ((بدهم أو بسوء)): الدهم والمداهمة الإتيان على غرة، والأخذ غيلة، والدهماء الأمر الشديد العظيم.

((أو بسوء)): هذا للشك أو للتنويع؟ غير أنه قال: ((بدهم أو بسوء)) هناك: ((بسوء))، ورواية: ((شر))، ورواية: ((دهم))، هل نقول: إن اللفظ واحد والرواية بغيره رواية بالمعنى، أو نقول: بجميع الألفاظ؟

طالب:. . . . . . . . .

نعم معنى واحد، ويكون من باب الرواية بالمعنى.

طالب: لو قلنا الدهم يختلف والمداهمة والسوء .... ؟

هو المداهمة سوء وشر أيضاً ًتجتمع هي.

((بدهم أو بسوء)) هل نقول: إن (أو) هذه للتنويع والتقسيم، فمنهم من يقصدها بدهم، ومنهم من يقصدها بشر، ومنهم من يقصدها بسوء، أو نقول: إنها كلها كلمات متقاربة، وأنها كلها شر وكلها سوء وكلها دهم؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015