((هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء)): لكن الموازنة بين الدنيا والآخرة، يعني من فضل الرخاء على المضاعفات لا شك أنه .. ، أن موازينه فيها خلل، وينبغي أن تكون الموازين شرعية، فما فضله الله ورسوله هو الفاضل عند المسلم.
((هلم إلى الرخاء هلم إلى الرخاء، والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)): قد يقول قائل: لما مات النبي -عليه الصلاة والسلام- تفرق الصحابة في الأمصار، فهل تفرقهم خير لهم؟ أم بقاؤهم بالمدينة خير لهم؟ هل بقاؤهم .. ؟، النبي -عليه الصلاة والسلام- يقول: ((والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).
طالب:. . . . . . . . .
{فَلَوْلاَ نَفَرَ مِن كُلِّ فِرْقَةٍ} [(122) سورة التوبة]، نعم، المقصود أن من ترك المدينة وتفرق في الأمصار؛ من أجل الرخاء فالمدينة خير له لو كان يعلم، ومن ترك المدينة وذهب إلى الأمصار المفتوحة؛ ليساهم في الدعوة وإدخال الناس في دين الله، وحل منازعاتهم وحل إشكالاتهم، وإفتائهم وإمامتهم، هذا لا شك أنه خير؛ لأن هذا نفعه متعدٍّ، ولهذا تفرق الصحابة -رضوان الله عليهم- وهم أحرص الناس على الخير، ولا يخفى عليهم مثل هذه النصوص، فالمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون يعني: من يقال له: "هلم إلى الرخاء، هلم إلى الرخاء"، فإذا وازنا الرخاء بسكنى مكة أو المدينة، لا شك أن سكنى الحرمين خير ((والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون)).
طالب:. . . . . . . . .
لا لا، لا المسألة مسألة مضاعفة وفضل لهذه البقعة، لا شك أنها إذا تجرد الإنسان من النفع المتعدي المدينة خير له لو كان يعلم، لو لم يحصل عليه من الأجر إلا مضاعفة الصلاة، صلاة بألف صلاة على ما سيأتي، صلاة بالمسجد -بمسجد النبي -عليه الصلاة والسلام- بألف صلاة. . . . . . . . .، وهذا سيأتي تقريره.
فمن ذهب إلى الأمصار لا شك أنها خير له، وقل مثل هذا فيما لو كان موجوداً في مثل هذه البلاد -في نجد مثلاً، أو في مصر أو في الشام، أو في غيرها من البلدان- وقد نفع الله به نفعاً عظيماً؛ يعلم الناس الخير، فهل الأفضل له أن يترك هذا التعليم ويذهب ليجاور بمكة أو المدينة، أو يبقى في بلده وينفع الله به نفعاً متعدياً؟