بقعة فاضلة وشريفة، ما أحد ينازع في هذا، تظن الذين نازعوا في الروضة، في المسجد النبوي ينازعون في جوف الكعبة؟ ما ينازعون؛ لكن ينازعون في صحة الفريضة فيها، كونهم ينازعون في صحة الفريضة يدل على أنها أفضل من خارج البيت؟ البيت بيت الله ومعظم ومشرف ومقدس، ويطاف حوله لله -جل وعلا-، لا له، وكونه قصده النبي -عليه الصلاة والسلام- بالصلاة يدل على فضله في الجملة؛ لكن هل أمر به -عليه الصلاة والسلام-، أمر الناس أن يدخلوه، أو بين فضله في حديثٍ قولي، بينما جاء في الروضة ((ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) وسيأتي هذا؛ لكن هل يقتضي هذا الحديث أن تخص بعبادة؟ يلزم وإلا ما يلزم؟ ما ودنا نستعجل الأمور وإلا عموم قوله -عليه الصلاة والسلام-: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) إنه يلزم، أنه يخص بمزيد من الصلاة والتلاوة والذكر، ويش المانع؟ لأنه روضة من رياض الجنة والنبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ((ارتعوا)) كونه فسر رياض الجنة بحلق الذكر لا يقتضي التخصيص؛ لأن التنصيص على بعض الأفراد لا يقتضي التخصيص، يعني {وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ} [(60) سورة الأنفال] ((ألا إن القوة الرمي)) يعني ما في قوة غير الرمي؟ التنصيص على بعض الأفراد، أفراد العام لا يقتضي التخصيص، فـ ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) كل رياض الجنة، أي بقعة ثبت أنها روضة من رياض الجنة أمرنا أن نرتع فيها، وبعض الناس يقول: أبداً، هذا مجرد بيان إخبار، فيكون حينئذٍ عارٍ عن الفائدة.
بعضهم يقول: هو مثل قوله -عليه الصلاة والسلام- ((النيل والفرات وسيحان وجيحان من أنهار الجنة)) هل يعني هذا أننا ننغمس فيها، أو نغتسل فيها، أو نشرب منها؟ هل يقتضي هذا الحديث أننا نغتسل في هذه الأنهار، وهي من أنهار الجنة؟ ما جاءنا أمر يخصها، أو عام يشملها، لا؛ لكن في رياض الجنة قال: ((إذا مررتم برياض الجنة .. )) ما قال: إذا مررتم بأنهار الجنة فاغتسلوا -عليه الصلاة والسلام-، فنفرق بين هذا وهذا، وهذه المسألة تأتي في فضل المدينة.
طالب:. . . . . . . . .
يرى هذا، النووي مثل ابن عمر، منحاه منحَ ابن عمر يهتم بالبقع والأماكن.