ولاحظ ما عليه الإخوان، يجلس بعد صلاة العصر إلى المغرب، لكنه ما اعتاد أن يقرأ القرآن ليل نهار، وله ورد ما يفرط فيه يومي، يجلس بعد صلاة العصر يفتح المصحف، ثم يقرأ دقيقة أو دقيقتين، ثم يلتفت يمين أو شمال لعله يجيء أحد، ثم بعد ذلك خمس دقائق ربع ساعة يطبق المصحف وإن جاء واحد وإلا راح هو يدور! ((تعرف على الله في الرخاء يعرفك في الشدة))، هذا الحاصل يا إخوان، الآن من أثقل الأمور على بعض طلاب العلم -ونسأل الله -جل وعلا- العفو والمسامحة- أنه في حل أنسه إذا كان في رحلة أو في استراحة،. . . . . . . . . بهم و ... يستأنس، ثم يجيء واحد من خيار الناس الذي لا قيل ولا قال، قد لا يطاق مثل هذا في مثل هذه الظروف، لا سيما من الإنسان اللي تعود، يبي ناس يصلحون للرحلات، أيش معنى يصلحون للرحلات؟ يعني على سواليف، السواليف أيها الإخوان تجر بعضها بعضاً، لذلك يثقل عليه أن يقرأ في كتاب.

أيها الإخوان شخص عنده شهادة عليا في أخص العلوم الشرعية، جاء مرةً للدرس –مثلاً- في غير الرياض بمكة مثلاً قال للشباب في غرفةٍ ثانية نجلس إلى أن ينتهي الدرس؟ اللي ما تعود ما يطيق يا إخوان، وهو قوله -جل وعلا-: {لمن اتقى}.

فالحج لا ترتتب عليه آثاره إلا بالتقوى، الصيام لا ترتب عليه آثاره إلا بالتقوى، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ} أيش؟ لعلكم تجوعون، لا، {لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [(183) سورة البقرة].

الصلاة متى تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر؟ إذا صاحبتها التقوى {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [(27) سورة المائدة]، نعم هذه العبادة مجزئة ومسقطة للطلب، ولا يؤمر بحجة ثانية ولا يؤمر بقضاء الصيام ولا بإعادة الصلاة، لكن يبقى أن الآثار لا تترتب إلا إذا صحب العمل التقوى؛ لأن الله -جل وعلا- إنما يتقبل من المتقين، الله يعاملنا بالعفو، الله يعفو عنا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015