يعني في حديث اقتناء الكلب للحاجة المستثنى: ((إلا كلب صيد أو ماشية أو زرع))، وكان أبو هريرة صاحب زرع، يقوله ابن عمر، يريد أن يرجح قول أبي هريرة؛ لأنه يعتني بهذه اللفظة لحاجته إليها، بخلاف ما يراه بعض المفتونين أن ابن عمر يريد الطعن في أبي هريرة، هذا الكلام ليس بصحيح؛ إنما يريد أن يبين أن أبا هريرة محتاج لضبط هذه الكلمة؛ الإنسان إذا مر به شيء يحتاج إليه ضبَطه وأتقنه، يعني نفترض أن عشرة في مجلس يتصفحون جريدة، وواحد له عناية بالعقار، فوجد إعلان عن أرض تباع، ثم تفرقوا، ثم سئل بعضهم: ماذا ذكر في هذه الجريدة؟ قال صاحب العقار: ذكر فيها إعلان عن أرض تباع، قال الثاني: والله ما شفته، من يؤخذ قوله؟ يؤخذ هذا الذي يعتني .. ، أو مريض بمرض من الأمراض -مثلاً- ويبحث عن علاج له، فذكر هذا العلاج في هذه الجريدة مثلاً، بقية الناس ما يهتمون لهذا الخبر، لكن أنت محتاج إلى هذا الخبر فتضبطه وتتقنه، فيقدمون خبر من يعنى بأمر من الأمور على غيره، وإن كان في الجملة أضبط منه وأتقن، وهذا مما يرجح به عند أهل العلم.
ثم أقيمت العشاء فصلاها ولم يصلِّ بينهما شيئاً: أناخ كل إنسان بعيره في منزله: يعني وجود الفاصل بين المجموعتين في جمع التأخير عند أهل العلم لا يؤثر، إنما في جمع التقديم يؤثر، حتى يرى بعضهم أنه لو فصل بينهما في جمع التقديم ما صح الجمع، فلو صليت الثانية وجب إعادتها، لكن إذا كان الفاصل يسير لا يمنع من إطلاق لفظ الجمع، إذا كان يسير فعلَّه لا يؤثر، أما هنا في جمع التأخير نفترض أنه نوى جمع التأخير أو مجموعة نووا جمع التأخير، قالوا: نركب الآن قبل غروب الشمس ولا نقف إلا الساعة تسع؛ لنصلي المغرب والعشاء، صلوا المغرب ثم قالوا: والله الآن العشاء جاهز نبي نتعشي، وبعد ذلك القهوة جاهزة نبى نتقهوى، أخذوا ساعتين ثلاث، نقول: ما يصح الجمع؟ الثانية في وقتها على كل حال، العشاء هو وقتها -ما لم ينتصف الليل- فالجمع صحيح في مثل هذه الصورة، ولذا لم يؤثر كونهم أناخ كل إنسان بعيره في منزله ووضعوا عن ركائبهم.
طالب:. . . . . . . . .
هنا قال: ثم أناخ كل إنسان بعيره: أيش معنى أناخه؟ أنزل عنه الحمل.
طالب:. . . . . . . . .