حدثنا أحمد بن حنبل ومحمد بن المثنى قالا: حدثنا عبد الله بن نمير ح وحدثنا سعيد بن يحيى الأموي قال: حدثني أبي قالا جميعاً: حدثنا يحيى بن سعيد عن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه قال: "غدونا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من منى إلى عرفات، منا الملبي ومنا المكبر".
وحدثني محمد بن حاتم وهارون بن عبد الله ويعقوب الدورقي قالوا: أخبرنا يزيد بن هارون، قال: أخبرنا عبد العزيز بن أبي سلمة عن عمر بن حسين عن عبد الله بن أبي سلمة، عن عبد الله بن عبد الله بن عمر عن أبيه -رضي الله عنهم- قال: "كنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في غداة عرفة، فمنا المكبر ومنا المهلل، فأما نحن فنكبر"، قال: قلت: "والله لعجباً منكم، كيف لم تقولوا له ماذا رأيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصنع؟.
وحدثنا يحيى بن يحيى قال: قرأت على مالك عن محمد بن أبي بكر الثقفي أنه سأل أنس بن مالك -رضي الله عنه- وهما غاديان من منى إلى عرفة: كيف كنتم تصنعون في هذا اليوم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: "كان يهل المهل منا فلا ينكر عليه، ويكبر المكبر منا فلا ينكر عليه".
وحدثني سريج بن يونس قال: حدثنا عبد الله بن رجاء عن موسى بن عقبة قال: حدثني محمد بن أبي بكر قال: قلت لأنس بن مالك غداة عرفة: "ما تقول في التلبية هذا اليوم؟ " قال: "سرت هذا المسير مع النبي -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه، فمنا المكبر، ومنا المهلل، ولا يعيب أحدنا على صاحبه".
يقول المؤلف -رحمه الله تعالى-:
حدثنا أحمد بن حنبل: أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، الإمام العلم المعروف، ويلاحظ أن الرواية عنه في الصحيحين موجودة، لكنها قليلة، ليس له في البخاري إلا حديث أو حديثان، وهنا قليل أيضاً، روايته عن الإمام أحمد، أما الرواية عن مالك فالكتابان طافحان بها، البخاري ومسلم -أعني الصحيحين- مملوءان بالرواية عن الإمام مالك، والإمام أحمد الرواية عنه موجودة، لكنها قليلة، ولا توجد الرواية فيهما عن الشافعي ولا عن أبي حنيفة.