ثلاثاً من الأشواط؟.
طالب:. . . . . . . . .
أنا أريد التمييز لا أريد العدد، يعني لو ذكر الأشواط لقال: خب ثلاثة أشواط؛ لأن التمييز مذكر فيؤنث معه العدد، لكن لما حذف جاز التذكير والتأنث، كما في قوله: ((من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال))، ولو ذكر التمييز هي أيام، ستة أيام، إذا حذف التمييز جاز التذكير والتأنيث.
ومشى أربعاً، وكان يسعى ببطن المسيل: يعني في المسعى بين العلمين يسعى، وعندنا الرمل والخبب والسعي، الرمل والخبب معناهما واحد، وأما السعي فيختلف؛ لأنه الجري الشديد، الركض الشديد، ويختلف عن الخبب ويختلف عن الرمل.
وكان يسعى ببطن المسيل إذا طاف بين الصفا والمروة: يعني إذا سعى بين الصفا والمروة، سعى سعياً شديداً بين العلمين، في بطن الوادي.
وكان ابن عمر يفعل ذلك: فالرمل في الأشواط الثلاثة من الطواف الأول سنة، والسعي الشديد بين العلمين في المسعى سنة.
سبب الرمل: سببه مقالة المشركين التي يأتي ذكرها، في عمرة القضاء لما دخل النبي -عليه الصلاة والسلام- المسجد، وكان المشركون قد جلسوا مما يلي الحجر، قالوا مقالتهم: "يأتي محمد وأصحابه وقد وهنتهم حمى يثرب".
الحمى التي كانت بيثرب دعا النبي -عليه الصلاة والسلام- أن ينقلها الله إلى الجحفة، أن ينقلها إلى الحجفة، ((وانقل حماها إلى الحجفة)) هذا في الصحيح -في البخاري وغيره- التي هي ميقات أهل الشام، ((وانقل حماها إلى الحجفة))، حتى قالوا: إنه لو مر طائر بهواء الجحفة لحُمَّ، وهي ميقات أهل الشام، هي ميقات أهل الشام، كيف تجعل ميقات؛ لأن جعلها ميقات يقتضي المرور عليها، كيف تنقل الحمى إلى مكان ندب المرور عليه؟ بل ألزم من يمر عليه أن يحرم منه، يقف فيه فيحرم منه؟
الدعوة لما كان سكانها من اليهود، فلما جلوا عنها ارتفعت عنها الحمى.