وحدثنا يحيى بن يحيى قال قرأت على مالك، عن نافع أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- خرج في الفتنة معتمراً: في الفتنة التي بين ابن الزبير ومن؟ .. والحَجَّاج.
وقال: "إن صددت عن البيت صنعنا كما صنعنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لأن منهم من أشار عليه ألا يحج هذه السنة، قيل له لا تحج؛ هذا زمان فتنة، وما أدري ما يصير، فلو أجلت الحج هذه السنة، فخرج معتمراً؛ ليفعل ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- فيما لو صد، النبي -عليه الصلاة والسلام- لما صد عام الحديبية، نحر هديه وحل، حلق رأسه وحل، هو يريد أن يفعل مثله اعتمر مثل ما فعل.
فخرج فأهل بعمرة وسار حتى ظهر على البيداء، فالتفت إلى أصحابه فقال: ما أمرهما إلا واحد": يعني هل هذه الفتنة التي تعوقه من الحج لا تعوقه من العمرة أو العكس؟ هي إن أعاقته عن العمرة أعاقته عن الحج والعكس، ثم يحصل تحلله من الحج بما يحصل به تحلله من العمرة، ولذلك قال: حتى إذا ظهر على البيداء التفت إلى أصحابه فقال: "ما أمرهما إلا واحد": يعني إذا صد عن البيت سواءً كان في عمرة أو حج، فعل ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- حينما صد عن العمرة.
النص ثابت في العمرة، النص المرفوع من فعله -عليه الصلاة والسلام- ثابت في العمرة، وبه عمل ابن عمر في أول الأمر، ثم بعد ذلك قاس الحج على العمرة، والعلماء عندهم أن القياس لا يدخل في العبادات.
طالب:. . . . . . . . .
هذا كلام ابن عمر ذا.
طالب: .. موقوف على ابن عمر؟
إيه، نعم، لكن كما صنعنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فعل الرسول -عليه الصلاة والسلام- في الحديبية مرفوع، هذا موقوف على ابن عمر، هذا صنيع ابن عمر، أشير عليه ألا يحج ولا يعتمر هذه السنة؛ لوجود الفتنة، ثم بعد ذلك ترجح عنده أن يعتمر وأن يفعل ما فعله النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديبية، ثم لما أهل بالعمرة قال: ما شأنهما إلا واحد؛ إن صددت عن الحج فسوف أصد عن العمرة.