صحيح مسلم - كتاب الحج (8)
تابع شرح: باب بيان وجوه الإحرام
الشيخ الدكتور/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
يقول: ذهبت إلى مكة في شهر ذي القعدة، فأتيت بعمرة، ثم رجعت الرياض وأنا أنوي الحج -إن شاء الله- فهل أحج مفرداً أم أنا الآن متمتع؟ وإذا كنت متمتعاً فماذا أفعل؟ هل أحرم من الميقات وأذهب إلى منى مباشرة؟ أم أتعدى الميقات وأحرم من منى؟ أم ماذا أفعل؟
هذا ذهب إلى مكة في شهر ذي القعدة وأتى بعمرة ثم رجع إلى الرياض، إن كان بلده الرياض فقد انقطع تمتعه، انقطع التمتع، فإن جاء بحج مفرد فلا دم عليه، وإن جاء بعمرة وحج، ثم حج في سفرته فهو متمتع، فعليه حينئذ هدي، وعلى كل حال عليه أن يحرم من الميقات الآن.
يقول: هل يجوز للمرأة أن تصوم يوم عرفة وهي تستخدم حبوب منع الحمل؟
إذا لم ينزل عليها الدم بسبب هذه الحبوب، وكان استعمالها لا يضرها فهي طاهر، لها أحكام الطاهرة، تصوم وتصلي، ومن ذلك يوم عرفة.
يقول: رجل من الشيعة يقول: إن الرسول –عليه الصلاة والسلام- حي ويسمع ويرد السلام ويشفي وينجح؛ لأنه حي عند الله فأقول: اللهم برسول الله اشفني، أي بمكانة الرسول عندك، وأقول: يا رسول الله اشفني؟
يعني في حياته -عليه الصلاة والسلام- قبل وفاته وهو لا يراك ولا يسمع كلامك، هل يستطيع أن يقضي لك حاجة؟ اللهم إلا أن تتوسل باتباعك له -عليه الصلاة والسلام- أما تتوسل بذاته، أو أنه يقدر على أن ينفعك وهو لا يراك ولا يسمع كلامك، أو ينفعك بشيء لا يستطيعه مما هو من حقوق الرب -جلا وعلا- فلا، هذا في حياته، وأما بعد مماته فالأمر أشد، نعم ترد عليه روحه -عليه الصلاة والسلام- فيرد السلام، يرد السلام، ويبلغ السلام من كل مكان قريب أو بعيد، لكنه هو حي حياة برزخية أكمل من حياة الشهداء، لكنها ليست كحياة الأحياء؛ بل روحه فارقت جسده -عليه الصلاة والسلام- بالنصوص القطعية.