السنة في كيفية نوم المسافر إذا كان قرب وقت صلاة، فلو فرضنا أنهم نزلوا في الطريق ولم يبق على صلاة الفجر إلا نصف ساعة مثلاً أو ربع ساعة، وهم متعبون، وكل واحد يريد أن ينام، فهنا لو ناموا لفاتتهم صلاة الفجر كلهم، ولكن كان النبي صلى الله عليه وسلم له طريقة لطيفة في ذلك: وهي أنه إذا كان متعباً صلى الله عليه وسلم وأراد أن ينام فيقول لنا أبو قتادة: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان في سفر فعرس بليل اضطجع على يمينه، وإذا عرس قبيل الصبح نصب ذراعه ووضع رأسه على كفه) رواه مسلم.
أي: إذا نزل بالليل وبقي لوقت الفجر ساعتان أو ثلاث ساعات فإنه يضطجع صلى الله عليه وسلم وينام، لكن إذا لم يبق للفجر إلا وقت يسير فإنه صلى الله عليه وسلم كان ينصب ذراعه على الأرض، ويجعل رأسه على ذراعه صلى الله عليه وسلم.
وهذه الهيئة لا يكون معها التمكن والاستغراق في النوم؛ لأنك لو ذهبت في النوم فإن يدك ستخونك فتسقط على الأرض وتستيقظ مرة ثانية، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان ينام بهذه الطريقة من أجل ألا يضيع صلاة الفجر.