فمكة لها حوالي ستة عشر اسماً تطلق عليها، فمن أسمائها: الأول: مكة: وقيل سميت كذلك لقلة مائها، وبكة أيضاً بالباء قيل: لقلة الماء الذي فيها.
وقيل: سميت مكة لأنها تمك الذنوب، بمعنى: تذهب الذنوب؛ لأن الذي يذهب إلى هناك في حج أو عمرة فإن الله عز وجل ينفي عنه ذنوبه، وهو مأخوذ من امتك الفصيل ضرع أمه، أي: امتص وأخذ منه.
الثاني: بكة، قيل: لازدحام الناس فيها، أي: يبك بعضهم بعضاً، ويزحم ويدفع بعضهم بعضاً في زحمة الطواف.
وقيل: لأنها تبك أعناق الجبابرة، أي: تدق أعناق الجبابرة.
وقيل: مكة وبكة اسمان للبلدة.
الثالث: تسمى أم القرى، وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك في التسمية، والله سبحانه تبارك وتعالى ذكرها بهذا الاسم، وكلمة (قرية) معناها: مجتمع الناس، فتطلق القرية على البلدة التي اجتمع الناس بداخلها، فأم القرى أي: أم البلدان.
الرابع: تسمى أيضاً: البلد الأمين، وقد ذكره الله عز وجل في كتابه.
الخامس: تسمى برحم، وكأنها من المراحمة، ففيها يتراحم الناس ويتآلفون ولا يقاتلون.
السادس: تسمى أيضاً: صلاح، وهو مبني على الكسر كقطام ونحوها، وسميت بذلك لأنها مكان الصلاح الذي فيه الأمن.
السابع والثامن والتاسع: تسمى: الباسة، والناسة، والنساسة.
الباسة: لأنها تبس من ألحد فيها، بمعنى: تحطم من ألحد فيها؛ لأن الله عز وجل يقول: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج:25]، فالذي يريد الحرم بأذى فالله عز وجل يعذبه في الدنيا قبل الآخرة، فالباسة بمعنى المحطمة، كما قال تعالى: {وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا} [الواقعة:5] بمعنى: حطمت وفتت وذرت.
وتسمى: الناسة والنساسة، وكأنها تطرد من جاء إليها يلحد ويعصي الله سبحانه تبارك وتعالى، وقيل: إنها سميت بذلك لقلة مائها، من نس بمعنى: يبس لقلة الماء الذي فيه.
العاشر: تسمى: الحاطمة؛ لكونها تحطم الملحدين.
الحادي عشر: تسمى: الرأس؛ لشرفها فإنها أم القرى ورأس البلدان.
الثاني عشر: تسمى: كوثا، وهذه تسمية قديمة كانت تسمى بها، وهي تسمية موجودة في كتب التواريخ.
الثالث عشر: تسمى أيضاً: العرش، وكأنها مأخوذة من العريش؛ لأن أكثر بيوتها في الماضي كانت مبنية من أخشاب منصوبة وعليها أقمشة وستائر، فكانت مكة تسمى بالعرش، وبيوتها عرش مكة.
الرابع عشر: تسمى: القادس والمقدسة، وهذا من التقديس أي: البلدة المطهرة.
الخامس عشر: تسمى أيضاً: البلدة، وهو علم عليها.