فمن ذلك: أنهم مأمورون باجتناب الضحك واللغط والحديث في حال القراءة، إلا كلاماً يسيراً للضرورة، واجتناب العبث باليد وغيرها، واجتناب النظر إلى ما يلهي أو يبدد الذهن، قال تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا} [الأعراف:204]، وهذا أمر، والمفهوم منه: أنك لا تتلهى عن القرآن الذي جلست تستمع له.
وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} [النساء:82]، وقال تعالى: {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد:24]، وقال تعالى: {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت:26].
فهذا صنيع الكفار، فهم يأمرون بعضهم بعضاً ألا يسمعوا لهذا القرآن وأن يلغوا فيه أثناء قراءته، حتى لا يفهم أحد منه شيئاً، ولا يستوي المؤمنون مع الكافرين، فالمؤمن عندما يسمع القرآن فإنه يحترم كلام رب العالمين سبحانه، وينصت له ويستمع، ولا يلغو ولا يعبث ولا يضحك وهو يسمع كلام رب العالمين سبحانه وتعالى.