"التاسعة: عظم شأن ثلاث الآيات المحكمات في سورة الأنعام": في سورة الأنعام: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [(151) سورة الأنعام]، وبدأ بنفي الشرك والنهي عنه.
"عند السلف، وفيها عشر مسائل: أولاها: النهي عن الشرك": وذلكم لأنه لا يتحقق الأصل الأصيل في تحقيق التوحيد إلا بنفي الشرك.
"العاشرة: الآيات المحكمات في سورة الإسراء، وفيها ثماني عشر مسألة بدأها بقوله: {ولاَّ تَجْعَل مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ} ": يعني لا تشرك بالله، بدأها بالنهي عن الشرك، " {فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولاً} [(22) سورة الإسراء] ": يعني من خذله الله من يستطيع أن ينصره؟ ومن ذمه الله من يستطيع أن يمدحه؟ {وَمَن يُهِنِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِن مُّكْرِمٍ} [(18) سورة الحج].
"وختمها بقوله: {وَلاَ تَجْعَلْ مَعَ اللهِ إِلَهًا آخَرَ فَتُلْقَى فِي جَهَنَّمَ مَلُومًا مَّدْحُورًا} [(39) سورة الإسراء] ": كلٌّ يلومك على هذا الشرك إذا ظهرت النتائج وألقيت في جهنم.
"ونبهنا الله سبحانه على عظم شأن هذه المسائل بقوله: {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ} [(39) سورة الإسراء] ": مما يدل على أهميه هذه المسائل وعظم شأنها، {ذَلِكَ مِمَّا أَوْحَى إِلَيْكَ رَبُّكَ مِنَ الْحِكْمَةِ}.
"الحادية عشرة: آية سورة النساء التي تسمى آية الحقوق العشرة، وقد بدأها الله تعالى بقوله: {وَاعْبُدُواْ اللهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} [36) سورة النساء] ": بدأها بتوحيد العبادة، والنهي عما يضاده من الشرك.
" {وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا} ": شيئاً نكرة في سياق النفي، أو في سياق النهي، فتعم جميع الأشياء.
وهل من الشرك النظر إلى شيء من المخلوقات ليكون مقصداً وهدفاً في العبادة؟
عبَد اللهَ ليدخل الجنة، عبَد اللهَ -جل وعلا- لينجو من النار، هل هذا من الشرك؟ كما قال بعضهم في آخر آية في سورة الكهف: {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} [(110) سورة الكهف]، قال: إن الذي يلاحظ الجنة والنار مشرك!!