نكتل هذا جواب الطلب، أو جواب شرط مقدر، إن ترسله معنا نكتل.
طالب:. . . . . . . . .
إيه من الكيل إيه.
" {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ} ": وبدون أدنى مجاملة؛ لأن هذا باب لا يحتمل المجاملة، الباب باب إسلام وشرك، توحيد وشرك، إسلام وكفر، ما يحتمل، ولا بد من البراءة وإعلان البراءة من الشرك وأهله.
" {وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} ": لا بد من البراءة من الشرك وأهله، والولاء والبراء باب معروف في الدين وشأنه عظيم، ولا يتم الإيمان إلا به.
لا بد أن يتولى من تولاه الله -جل وعلا-، ويتبرأ مما تبرأ الله منه.
" {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} ": في قوله: {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} تفسير لـ (لا إله)، فكل المعبودات منفية، ومتبرأ منها إلا ما استثني، وهو الله -جل وعلا-، {إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي}: خلقني وابتدأني، {فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}.
فنفى العبادة وتبرأ من جميع المعبودات، ثم أثبتها للذي فطره وهو الله -جل وعلا-، فإنه سيهديه، ولا يملك الهداية أحد إلا الله -جل وعلا-، {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء} [(56) سورة القصص]، فالهداية بيده -سبحانه وتعالى-.
يقول الحافظ ابن كثير في قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [(28) سورة الزخرف]، كلمة، {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ* إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي} جعلها كلمة
. . . . . . . . . ... وكلمة بها كلام قد يؤم
يعني الكلمة تطلق ويراد بها الكلام، كلمة التوحيد لا إله إلا الله، وأصدق كلمة قالها الشاعر لبيد:
كل شيء ما خلا الله باطل ... . . . . . . . . .
يقول ابن كثير في قوله تعالى: {وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ} [(28) سورة الزخرف]: "أي: هذه الكلمة، وهي عبادة الله وحده لا شريك له، وخلع ما سواه من الأوثان، وهي "لا إله إلا الله" جعلها دائمة في ذريته يقتدي به فيها من هداه الله من ذرية إبراهيم، {لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} إليها، يعني إليها.