المقصود أن الترادف في اللغة من أثبته كأنه لن ينظر إلى هذه الملاحظ الدقيقة بين الألفاظ، ومن نفاه لحظ هذه الملاحظ ونفى أن يكون هناك ترادف من كل وجه؛ لأنه حينئذ يكون في لغة العرب فضول، يمكن أن يستغنى ببعضها عن بعض.

ولو رجعت مثلاً إلى كتاب الفروق لأبي هلال العسكري في القسم والنوع والصنف والضرب، وجدت بينها فروق، وجدت بينها فروق، وإن كانت يستعمل بعضها في مكان بعض.

هذه الكلمة التوحيد، هذه الكلمة لفظ التوحيد، وشهادة أن لا إله إلا الله، قد يقول قائل: إن التوحيد لفظ يشمل الأنواع الثلاثة، توحيد الربوبية والألوهية والأسماء والصفات، وشهادة أن لا إله إلا الله، فيها توحيد الألوهية وإن تضمن والتزم الأنواع الأخرى، لكن هي في الأصل: لا إله لا معبود بحق إلا الله، وهو في توحيد الألوهية، فيكون من عطف الخاص على العام، من عطف الخاص على العام، وشهادة أن لا إله إلا الله، معطوفة على التوحيد التي هي مجرورة بالإضافة، باب تفسير التوحيد وشهادة أن لا إله إلا الله.

وكلمة الإخلاص التي هي الغاية للكف عن قتال المخالفين، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله)) ومعناها لا معبود بحق إلا الله، لا معبود بحق إلا الله، وبعض المتكلمين يقدر: لا إله موجود إلا الله، لكن الواقع يرد هذا التقدير، وإله: فِعَال تأتي بمعنى فاعل، وتأتي بمعنى مفعول.

بعض المتكلمين يقول: إنها بمعنى اسم الفاعل لا إله، ويجعلون ذلك في إثبات توحيد الربوبية، لا إله بمعنى اسم الفاعل ويفسرونها بالخالق والرازق والصانع إلا الله، كما أنها تأتي هذه الصيغة ويراد بها اسم المعبود، المألوه، اسم المفعول، لا إله، يعني لا معبود، ولا مألوه، بحق إلا الله -سبحانه وتعالى-، فنفت جميع ما يعبد من ودون الله، نفت وجوده أو استحقاقه للعبودية والألوهية؟

نفت الاستحقاق، لا الوجود، وإلا فالأرباب موجودة التي تعبد من دون الله، {أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ} [(39) سورة يوسف]، {إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ} [(26) سورة الزخرف].

طور بواسطة نورين ميديا © 2015