هو الله -جل وعلا-، ما هي شهادة فلان ولا علان، ومن مناقب هذا الشيخ المترَجم، أنه قال فلان، واحد من الشباب يعني ما وصل إلى أن يذكر من طلاب العلم، أنه قال: قال فلان: إنه بقية السلف، هذه المناقب لا شك يعني أنها تزري بمثل هذا الشيخ الذي يعلم الناس أكثر من نصف قرن، ومعروف يعني بفضله وعلمه، لكن لا تقارن هذه بمثل هذه، يعني كون أبو بكر -رضي الله عنه- لا يلتفت في صلاته، يعني صبيان المسلمين لا يلتفتون في صلاتهم، قد يقول قائل مثل هذا الكلام، لكن مع ذلك الظرف ظرف هجوم أعداء، وظرف حرب مع العدو، ومع ذلك لا يلتفت، مقبلاً على صلاته ولا يلتفت، في وقت يجوز فيه الالتفات، والنبي -عليه الصلاة والسلام- التفت إلى الشعب، وهنا الشهادة والبراءة من الشرك من الله -جل وعلا-، وهنا يأتي تقرير هذه المسألة، ثناؤه سبحانه على إبراهيم بكونه لم يكن من المشركين.
"الرابعة: ثناؤه على سادات الأولياء بسلامتهم من الشرك": {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} [(57) سورة المؤمنون] إلى: {وَالَّذِينَ هُم بِرَبِّهِمْ لَا يُشْرِكُونَ} [(59) سورة المؤمنون].
"سادات الأولياء": هل هذا من إضافة الصفة إلى الموصوف أو الموصوف إلى الصفة؟، يعني ثناؤه على السادات -سادات الأولياء- وأما بقيتهم بقية الأولياء ما يدخلون في الثناء، أو أن الأولياء الموصوفون بكونهم سادة، فيكون من باب إضافة الصفة إلى موصوفها، الأولياء السادة، والمقصود بهم جميع الأولياء بسلامتهم من الشرك، وإلا من تلبس بشرك يستحق أن يكون من الأولياء؟
في تاريخ لمنطقة سيناء مطبوع في مجلد كبير فيه مقبرة للأولياء الصالحين، ومقبرة تقابلها للأولياء الشياطين، إيش معنى أولياء شياطين؟ وكلهم يعتقد فيهم، وكلهم -نسأل الله العافية- يحصل عندهم من الغلو ما يحصل! هذا تناقض، تناقض!!
ولذا قوله: "سادات الأولياء": الأولياء كلهم لا بد أن يكونوا سالمين من الشرك وإلا ما استحقوا الولاية.
"الخامسة: كون ترك الرقية والكي من تحقيق التوحيد": من تحقيق التوحيد؛ لأنه في الترجمة قال: باب من حقق التوحيد دخل الجنة بغير حساب، وهؤلاء الذين تركوا الرقية والكي يدخلون الجنة بغير حساب.