في غاية من الصعوبة، يعني كأنهما متضادان، والنبي -عليه الصلاة والسلام- بكى، ودمعت عينه، وحزن قلبه، ولم يكن في قلبه أدنى اعتراض على القدر، وبعض الناس يبكي اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- وفي قلبه ما في قلبه، لكن الذي لم يستطع أن يوفق بين المقامين لما مات ابنه ضحك.

النبي -عليه الصلاة والسلام- لما مات إبراهيم دمعت عينه، وحزن قلبه، ((وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون)) وعامة الناس يفعل هذا اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- من وجه، وهو دمع العين، وحزن القلب، لكن ما الذي في القلب من الاعتراض على القدر، ومن يتصور أنه مثل النبي -عليه الصلاة والسلام- في عدم الاعتراض؟

هذه من المضايق -مضايق الأنظار- لكن هل يخص النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا، فنقول: لا يبكي أحد؛ لأنه لا يمكن أن يحصل البكاء مع عدم الاعتراض؟ الناس ما لهم إلا الظاهر، بكى اقتداءً بالنبي -عليه الصلاة والسلام- فلا يلام.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015