عبادتكم يا إخواني! في هذه الليالي الدعاء لإخوانكم فلا تنسوا، والدعاء سلاح فتاك، وخير ما يتقرب به العبد الضعيف إلى الله عز وجل أن يدعو في الأوقات المستجابة خاصة ثلث الليل الآخر حين ينزل الرب تبارك وتعالى فيقول: (ألا هل من داع فأستجيب له؟ ألا هل من مستغفر فأغفر له؟ ولا يزال كذلك حتى يطلع الفجر)، وفي رواية: (حتى تطلع الشمس)، فالدعاء سلاح عظيم جداً، وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أنه عين العبادة، فقال: (الدعاء هو العبادة)، أي: هو عين العبادة، والله تعالى قد وعد بالاستجابة فقال: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].
وكثير من الناس يظن أن الدعاء هو لغة المتكلين أو لغة الضعفاء المخذولين وغير ذلك، ونسوا أن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (وهل ترزقون وتنصرون إلا بدعاء ضعفائكم وصلاتهم وصيامهم)، أي: إنما يرزق المرء بطاعته ودعوته، وكذلك ينصر بدعاء الشيوخ والنساء والأطفال، وكان عمر رضي الله عنه إذا لقي طفلاً في الطريق طلب منه أن يدعو له بالمغفرة، فإذا قيل له: يا أمير المؤمنين! طفل يدعو لك؟ قال: إنه مجاب الدعوة خاصة وأنه لم يبلغ الحلم ولم يجر عليه القلم.
كما لا ننسى القنوت في الصلوات الخمس في الركعة الأخيرة قبل الركوع لا بعد الركوع، وذلك لمن كان منكم إماماً، أو مصلياً في الليل، أو حتى في صلاة النافلة أو الرواتب، فالقنوت من أقرب القربات إلى الله عز وجل، ونسأل الله تعالى أن ينصر إخواننا في كل مكان من بقاع الأرض، فإن الخطب جلل، ولكن النصر بإذن الله تعالى لعباده الصالحين، {كَتَبَ اللَّهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة:21]، وقال الله تعالى: {وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ} [الحج:40]، فهذا وعد الله عز وجل الذي لا يتخلف، وهذه عقيدتنا في الله.