هل فرد من أفراد المشركين مقصود بالحكم؟ الجواب لا لماذا؟ لأنه عام مخصوص دخله التخصيص فتقول العام المخصوص هو الذي دخله التخصيص وهو الذي قُصد جميع أفراده استعمالاً لا حكماً استعمالاً يعين من جهة اللغة دل لفظ المشركين على كل من اتصف بهذا الوصف لكن لا يلزم منه ثبوت الحكم عليه فحينئذ قُصد بهذا اللفظ جميع الأفراد أو دخل جميع الأفراد استعمالاً لا حكماً كذلك قول المطلقات ما ذكرناه أن من حيث اللفظ يشمل كل مطلقة من حيث اللفظ من حيث اللغة يشمل كل مطلقة لكن في الحكم الشرعي المطلقة الحامل ليست داخلة في النص إذاً قوله والمطلقات تناول جميع الأفراد المطلقات استعمالاً في اللغة لا في الحكم لخروج بعض الأفراد في الحكم أما في اللغة فهو ثابت أما العام الذي أُريد به الخصوص فهو الذي قُصدت به بعض أفراده استعمالاً وحكماً ابتداءاً قبل أن يُركَّب قبل أن يدخل في جملة مفيدة بعض الأفراد أُخرجت قوله تعالى {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ} الناس هذا من ألفاظ العموم أم لا؟ من ألفاظ العموم فيشمل المؤمنين والكافرين وهم من أدلة القول بأن الكفار مخاطبون بفروع الشرعية {يا أيها الناس} نقول كل ما جاء {يا أيها الناس} فهو شامل فحينئذ {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ} نقول هذا عام أُريد به كل الأفراد من جهة اللفظ لكن من جهة الحكم قوله {مَنِ اسْتَطَاعَ} هذا مخصص إذاً قوله الناس في هذا المثال الناس عام مخصوص عام لأنه من جهة اللغة استغرق جميع ما يصلح له اللفظ مخصوص لورود النص المتصل به لإخراج بعض الأفراد فحينئذ نقول دلالة الناس على جميع الأفراد من جهة الاستعمال لا من جهة الحكم لأن قوله {مَنِ اسْتَطَاعَ} يعتبر مخصصاً لكن قوله جل وعلا {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} على القول بأن النبي - صلى الله عليه وسلم - المراد بهذه نقول أُطلق اللفظ ابتداءاً مراداً به واحد إذاً تناول الفرد الواحد هو لفظ عام من حيث الأصل لكن قُصد عند الإطلاق الفرد الواحد استعمالاً وحكماً ابتداءاً لا نقول هذا خُص {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ} لو حمل اللفظ عام هذا عام وهذا عام لو حُمل اللفظ على العموم من القائل ومن المقول له إذاً كل الناس هم القائلون يقولون لمن؟ ما وُجد أحد {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ} نُعيم ابن مسعود إذاً أطلق اللفظ ابتداءاً أُطلق مراداً به الواحد استعمالاً وحكماً الفرق بينهما أن الأول {وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ} نقول هذا أُخرج منه بعض الأفراد دلالاته على الباقين على الأرجح حقيقة ولي من قبيل المجاز وأما {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ} {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ} {وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ} جبريل عليه السلام هذا نقول من إطلاق الكل مراداً به البعض فيكون من قبيل المجاز لأن اللفظ استعمل في غير ما وُضع له، إذاً قوله خصص به عيسى بن أبان العام المخصوص وحكي عن أبي حنيفة العام المخصوص يعني الذي لم يُرَد به الخاص عام مخصوص يعني دخله تخصيص وعام أُريد به الخصوص يعني اُستعمل في الخاص في الفرد الواحد استعمالاً وحكماً وأما العام المخصوص لا اُستعمل في كل الأفراد ثم قُصر منه بعض الأفراد العام المخصوص الذي يدخله