ذكر علامات الفرق وأبرز علامات الفرق، وهناك علامات عامة للفرق ذكرها من قبل، ومنها موقفهم من أهل السنة وأهلها؛ وأنهم كلهم يبغضون ما لا يوافق أهواءهم من الأحاديث، ويبغضون أهل السنة، ويبغضون رواة الحديث وطلاب العلم الشرعي الذين يروون ما لا يهوون، وهذه قاعدة عامة عند أهل الأهواء، لكن هناك سمات تخص كل فرقة، فمثلاً: علامة القدرية: أنهم يعيرون أهل السنة بأنهم مجبرة، والمقصود بهذا: أن القدرية يزعمون أن الله عز وجل لم يقدر كل شيء، وأن الله لم يقدر بعض أفعال العباد، فعلى هذا هم يعتقدون بأن من قال: إن الله مقدر لأفعال العباد كلها فإنه قال: بأن الإنسان مجبور؛ لأنهم يرون أن قول أهل السنة بأن الله عز وجل قدر على العبد كل شيء أن هذا نوع من الجبر؛ فلذلك سموا من أثبت القدر بأنه مجبر، فهم يزعمون أن الله لم يقدر أفعال العباد، وعلى هذا فإنا إذا قلنا: بأن الله مقدر لأفعال العباد، فهذا هو الحق، لكنه عندهم جبر؛ يعني: أن الإنسان مجبور على ما لا يريد وما لا يقصد، وهذا خطأ، فإن الله عز وجل جبل العباد ولم يجبرهم.