فهو مؤاخذ على هذا؛ لأنه مفرط، فهناك فرق بين الكسل وبين العجز، العجز لا يؤاخذه الله عليه، ولكن إذا كسل فهذا يؤاخذ؛ لأنه هو الذي فرط، ففطر العباد تقتضي هذا مع دلالة الكتب والسنة.

قوله: «لا محيد» : أي لا مفر عن القدر المحدود، ولكن أنتم مأمورون بفعل الأسباب، أما خلق النتائج فهذا بيد الله سبحانه وتعالى، قد تفعل ولا يحصل لك شيء؛ لأن الله لم يقدر لك نتيجة، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: «احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزن، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل» .

أنت فعلت السبب، ومسألة حصول المقصود هذا عند الله سبحانه وتعالى، فإذا لم يحصل المقصود فإنك لا تلوم نفسك؛ لأنك فعلت ما تستطيع، وتؤمن بالقضاء والقدر، وتقول: لعل الله اختار لي ما هو أحسن؛ لأنه لو حصل لي المقصود فربما صار ضرر علي، فالله حبسه عني لمصلحتي، ولا تكره ذلك.

قوله: «ولا يتجاوز ما خط له في اللوح المسطور» ، كل الأشياء مكتوبة في اللوح المحفوظ الذي أمر الله القلم فكتب فيه كل ما هو كائن إلى يوم القيامة، وكان ذلك قبل خلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء، كل شيء مكتوب ومقدر ومحدود، ولا بد من وقوعه في وقته، ولكن أنت مأمور بفعل الأسباب، لا تتوقف وتقول: أنا سأتوقف مع القضاء والقدر. هذا لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015