ص:

فالماهر الّذى إذا ما وقفا ... يبدا بوجه من عليه وقفا

ش: (الماهر) مبتدأ، والموصول خبره، و (ما) زائدة، و (يبدا) عامل (إذا) على الأصح، و (بوجه) يتعلق (?) به، و (من) موصول، و (عليه) يتعلق ب (وقفا).

أى: الماهر عندهم هو [الذى] (?) لا يلتزم تقديم شخص بعينه، ولكن إذا وقف على وجه لقارئ يبتدئ لذلك (?) القارئ بعينه، وذلك لا يعد من التركيب، بل هو أملك فى الاستحضار والتدريب.

وقد علم من اشتراط حسن الوقف والابتداء تجنب (?) ما لا يليق مما يوهم غير المعنى المراد، كما إذا وقف على قوله: فويل للمصلّين [الماعون: 4]، أو ابتدأ وإيّاكم أن تؤمنوا بالله ربّكم [الممتحنة: 1].

واتفق للشيخ بدر الدين ابن بضحان أن رجلا يقرأ عليه فوقف على قوله تعالى: تبّت يدآ أبى [المسد: 1] ثم أخذ يعيدها لأجل المد، فقال له الشيخ: «يستأهل الذى بزر مثلك» (?).

وكان بعضهم يراعى فى الجمع نوعا آخر وهو التناسب، فكان [إذا] (?) ابتدأ [مثلا] (?) بالقصر أتى بالمرتبة التى فوقه، ثم كذلك إلى آخر [مراتب المد] (?)، وإن ابتدأ بالمد المشبع تنازل إلى القصر، فإن ابتدأ (?) بالفتح أتى ببين بين ثم بالمحض، أو النقل أتى بالتحقيق (?) ثم السكت القليل ثم ما فوقه.

قال المصنف: وكنت أتنوع بهذه التنويعات على ابن اللبان؛ لأنه كان أقوى من لقيت استحضارا؛ فكان عالما بما أفعل، وهذه الطريق لا تسلك إلا مع من هو بهذه المثابة، أما ضعيف الاستحضار فينبغى أن يسلك به نوع واحد؛ ليكون أسلم [له] (?) ثم كمل فقال:

ص:

يعطف أقربا [به] فأقربا ... مختصرا مستوعبا مرتّبا

ش: (أقربا) مفعول (يعطف)، وصرفه للضرورة، و (به) أى: بعده- يتعلق ب (يعطف)، (فأقربا) عطف على (أقربا)، (مختصرا) حال من الفاعل، فيكون مكسور الصاد، وتالياه عطف عليه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015