إلا العاملين، والعاملون كلهم هلكى إلا المخلصين، والمخلصون على خطر عظيم» (?) ذكره القرافى فى الفرق الثانى والسبعين والمائتين فنسأل الله [المان بفضله] (?) أن يقينا من الشرك؛ إنه المجيب لمن دعاه.
وأيضا فالثواب إنما هو فيما قبل من الأعمال والناظم- رحمه الله تعالى- لا يدرى هل قبل سعيه أم لا؛ لأن أسباب القبول ومواقفه كثيرة، [بل الذى أعتقده] (?) أن أحدا لا يقدر أن يقيم الحجة على أنه يستحق ثواب عمل واحد أبدا؛ فلم يبق للعباد إلا فضل الله وسعة رحمته، كما ورد فى الحديث المشهور عن الرجل الذى يقول الله تعالى له: «ادخل الجنة برحمتى، فيقول: بعملى ... » بعد عبادته مدة طويلة، ثم لا يدخلها إلا بسعة فضل الله ورحمته (?). فلما قطع المصنف طمع الآمال من الأعمال تعلق بذى الجود والإكرام والإفضال، فقال: (يرحمه بفضله الرحمن)، ولما كان من آداب الدعاء تيقن الإجابة كما تقدم قال: (فظنه من جوده الغفران) يعنى أن ظنه بالله تعالى جميل، فإنه يرحمه ويغفر له ذنوبه [كلها] (?) ويدخله فى رحمته، وأرجو أن يكون الله تعالى أجاب دعاه؛ لقوله فيما ورد عنه من الأحاديث القدسية: «أنا عند ظن عبدى بى».
قال معلق هذا التعليق: ولما ختم الناظم- رحمه الله- كتابه بالدعاء، وكانت الأعمال بخواتمها- رأيت أن أختم هذا التعليق بدعاء، وأرجو من كرم الله تعالى وإحسانه وواسع خزائنه [أن يجيبنى؛ فإنى مضطر وهو سبحانه يقول] (?): أمّن يجيب المضطرّ إذا دعاه [النمل: 62]، والمضطر وإن كان صفة للعبد؛ فإنى من العبيد لغة ورجاء، وإن كنت لست منهم عملا: اللهم إنى أعوذ بك من علم لا ينفع، وقلب لا يخشع، ودعاء لا يسمع، ونفس لا تشبع، وأعوذ بك من [شر] (?) هذه (?) الأربع. اللهم تقبل توبتى، واغسل حوبتى، وأجب دعوتى، أسألك عيشة سوية، وميتة [نقية] (?)، وأن تذهب عنى الشكوك